يوفي للأبد 83
Well-Known Member
- إنضم
- 9 أكتوبر 2008
- المشاركات
- 5,804
- مستوى التفاعل
- 0
- النقاط
- 0
- العمر
- 40
- الإقامة
- الكويت
- الموقع الالكتروني
- www.juve1897.net
[align=center]
عن «الدار العربية للعلوم – ناشرون» ومشروع «كلمة» (أبو ظبي) صدرت الترجمة العربية لرواية «غومورا» الإيطالية التي أحدثت ضجة في إيطاليا وأوروبا بعدما هُدد كاتبها روبرتو سفيانو بالقتل من جماعات المافيا.
الرواية التي عربتها مهى عز الدين تسرد وقائع مذهلة اكتشفها المؤلف أثناء تحقيقاته حول مافيا «كامورا» الإيطالية التي تنشر سمومها في أنحاء «كاسال» في منطقة نابولي.
كلمة «كا» تعني الزعيم و{مورا» الشوارع»، لتتشكّل «كامورا» إحدى أكبر المنظمات السرية إجراماً في أوروبا. تغلغل سفيانو في بنيان هذا التنظيم الإجرامي العالمي الذي يملك سلسلة أعمال غير شرعية تسيطر على جزء من الاقتصاد العالمي، وتؤثر على مختلف الأسواق الأوروبية.
كان المؤلف (مجاز بالفلسفة من كلية الفلسفة في «جامعة فيدريكو الثاني») متواجداً في مسارح الجرائم، فراقب نوافذ السيارات المهشّمة وعاين جثث القتلى المثقوبة بالرصاص. صعق هذا الطغيان والإرهاب حواسه، وألهبت رائحة الجثث المحترقة ضميره، فانكب يكتب مشاهداته، واصفاً ردود فعله، ومتحدياً الظلم، وناشداً فضح ما يجري لمعاقبة المسؤولين عنه. لم يعرض سفيانو رموزاً ومواصفات مبهمة وغير مباشرة، بل أدخلنا إلى ذلك العالم فعلياً واصفاً مجريات الأحداث بطريقة دراماتيكية وكأنها تسجيل وثائقي واقعي يُعرض أمامنا مباشرة بالأسماء والأماكن والوقائع، ما جعل زعماء العصابة يطالبون برأسه.
فضحت «غومورا» الخطوط الحمر وأفصح مؤلفها عمّا لم يتجرأ أحد على كشفه سابقاً، عبر نشر حقائق سريّة وتفاصيل دقيقة متجاوزاً الخوف ومتصدياً لإجرام المافيا الإيطالية، موجهاً إليها اتهامات تدينها، مشفوعة بالأدلة الثابتة، من دون مبالاة بعواقب قد تصيبه.
مبيعات ضخمة
حققت الرواية نسبة مبيعات ضخمة في العالم متصدرة لائحة أكثر الكتب مبيعاً في صحيفة «نيويورك تايمز». وتُرجمت الى ما يقارب الأربعين لغة وبيع منها نحو مليونا نسخة في العالم. بيد أن هذا النجاح الواسع، أصاب صاحبه بلعنة الموت وتحديداً التهديد بالموت، وهذا بالمعنى النفسي أشد مضاضة من الموت بعينه.
تحوّلت القصة الواقعية الى فيلم سينمائي يُعرض راهناً بنجاح كبير في لندن، ونال جائزة في مهرجان «كان» السينمائي.
«غومورا» بالإيطالية المدينة الآثمة التي أبادها الله لطغيانها، اختارها الكاتب اسماً للتعبير عن الطغيان المهيمن على مدينة نابولي حيث ترعرع ونشأ في بيئة مملوءة بالفساد والجريمة والرعب. إنها حكاية مواطن في الثامنة والعشرين عرّض حياته للخطر متحدياً الظلم ومختاراً طريق اللاعودة، فأبرز اتهامات دامغة، بعد أن تحقق منها من خلال انخراطه بالعصابة.
سمى سافيانو زعماء المافيا وأعوانهم وفضحهم إبان إلقائه محاضرة في إحدى المدارس في بلدة كازال دي برينشيبي في نابولي، وهذه البلدة موطن زعماء عائلة «كامورا». والزعماء هم سكيافوني ويوفيني وزاغاريا. وبلغت حماسة سافيانو إلى حدّ أنه دعا الطلاب الى التمرّد على «الكامورا» وزعمائها زاعقاً «أيها الشبان هؤلاء ليسوا من هذه الأرض، هم يغتصبونها. أطردوهم». ولعل سافيانو الجريء ارتكب في هذا خطيئة مميتة في منطق الزعامة العائلية المافيوية الإيطالية، فقد أهانها في عقر دارهها. وانفجر غضب رجالها وقرروا التخلص من المؤلف قائلين: «إنه شخص مزعج ووقح ينبغي تصفيته جسدياً». ومنذ تلك اللحظة تحولت حياة سافيانو الى جحيم مطبق وكبرت المسألة، ما اضطر السلطات الكبرى في إيطاليا الى التدخل، وفصل له وزير الداخلية مجموعة لحمايته وتوجّب إخراجه من نابولي موقتاً.
شكلت «غومورا» مرجعية توثيقية فعلية للشرطة الإيطالية التي تحارب الجريمة المنظمة، وانطلاقاً من هنا أوقف على مدى العامين المنصرمين عدد من المجرمين ورجال المافيا الأساسيين.
الإجراءات التي بها قام رجال الأمن الإيطالي ضايقت بالتأكيد جماعة أوكامور وزعماءها، فيما لم تتوقف هجمات سافيانو في الكلمات التي كان يلقيها تباعاً في اللقاءات وفي مقالاته الصحافية. وفي النهاية ضاق ذرع زعيمها المسجون ساندرو سكيافوني وقرر التخلص من هذا «الروائي الكبير» كما وصفه بسخرية مبطنة من دون أن يسميه في رسالة أرسلها الى محاميه، تضمنت تهديداً مبطناً بالقتل.
كشف أحد أعضاء الكامورا التائبين خطة أخيرة أعدها رجال المافيا لقتل سافيانو من خلال تفجير سيارته أثناء عبورها الأوتوستراد ما بين روما ونابولي، وهذا ينبغي أن ينفذ قبل عيد الميلاد المقبل.
الموضوع منقول من صحيفة الجريدة الكويتية بتاريخ 2/5/2009
http://www.aljarida.com/aljarida/Article.aspx?id=108967[/align]
عن «الدار العربية للعلوم – ناشرون» ومشروع «كلمة» (أبو ظبي) صدرت الترجمة العربية لرواية «غومورا» الإيطالية التي أحدثت ضجة في إيطاليا وأوروبا بعدما هُدد كاتبها روبرتو سفيانو بالقتل من جماعات المافيا.
الرواية التي عربتها مهى عز الدين تسرد وقائع مذهلة اكتشفها المؤلف أثناء تحقيقاته حول مافيا «كامورا» الإيطالية التي تنشر سمومها في أنحاء «كاسال» في منطقة نابولي.
كلمة «كا» تعني الزعيم و{مورا» الشوارع»، لتتشكّل «كامورا» إحدى أكبر المنظمات السرية إجراماً في أوروبا. تغلغل سفيانو في بنيان هذا التنظيم الإجرامي العالمي الذي يملك سلسلة أعمال غير شرعية تسيطر على جزء من الاقتصاد العالمي، وتؤثر على مختلف الأسواق الأوروبية.
كان المؤلف (مجاز بالفلسفة من كلية الفلسفة في «جامعة فيدريكو الثاني») متواجداً في مسارح الجرائم، فراقب نوافذ السيارات المهشّمة وعاين جثث القتلى المثقوبة بالرصاص. صعق هذا الطغيان والإرهاب حواسه، وألهبت رائحة الجثث المحترقة ضميره، فانكب يكتب مشاهداته، واصفاً ردود فعله، ومتحدياً الظلم، وناشداً فضح ما يجري لمعاقبة المسؤولين عنه. لم يعرض سفيانو رموزاً ومواصفات مبهمة وغير مباشرة، بل أدخلنا إلى ذلك العالم فعلياً واصفاً مجريات الأحداث بطريقة دراماتيكية وكأنها تسجيل وثائقي واقعي يُعرض أمامنا مباشرة بالأسماء والأماكن والوقائع، ما جعل زعماء العصابة يطالبون برأسه.
فضحت «غومورا» الخطوط الحمر وأفصح مؤلفها عمّا لم يتجرأ أحد على كشفه سابقاً، عبر نشر حقائق سريّة وتفاصيل دقيقة متجاوزاً الخوف ومتصدياً لإجرام المافيا الإيطالية، موجهاً إليها اتهامات تدينها، مشفوعة بالأدلة الثابتة، من دون مبالاة بعواقب قد تصيبه.
مبيعات ضخمة
حققت الرواية نسبة مبيعات ضخمة في العالم متصدرة لائحة أكثر الكتب مبيعاً في صحيفة «نيويورك تايمز». وتُرجمت الى ما يقارب الأربعين لغة وبيع منها نحو مليونا نسخة في العالم. بيد أن هذا النجاح الواسع، أصاب صاحبه بلعنة الموت وتحديداً التهديد بالموت، وهذا بالمعنى النفسي أشد مضاضة من الموت بعينه.
تحوّلت القصة الواقعية الى فيلم سينمائي يُعرض راهناً بنجاح كبير في لندن، ونال جائزة في مهرجان «كان» السينمائي.
«غومورا» بالإيطالية المدينة الآثمة التي أبادها الله لطغيانها، اختارها الكاتب اسماً للتعبير عن الطغيان المهيمن على مدينة نابولي حيث ترعرع ونشأ في بيئة مملوءة بالفساد والجريمة والرعب. إنها حكاية مواطن في الثامنة والعشرين عرّض حياته للخطر متحدياً الظلم ومختاراً طريق اللاعودة، فأبرز اتهامات دامغة، بعد أن تحقق منها من خلال انخراطه بالعصابة.
سمى سافيانو زعماء المافيا وأعوانهم وفضحهم إبان إلقائه محاضرة في إحدى المدارس في بلدة كازال دي برينشيبي في نابولي، وهذه البلدة موطن زعماء عائلة «كامورا». والزعماء هم سكيافوني ويوفيني وزاغاريا. وبلغت حماسة سافيانو إلى حدّ أنه دعا الطلاب الى التمرّد على «الكامورا» وزعمائها زاعقاً «أيها الشبان هؤلاء ليسوا من هذه الأرض، هم يغتصبونها. أطردوهم». ولعل سافيانو الجريء ارتكب في هذا خطيئة مميتة في منطق الزعامة العائلية المافيوية الإيطالية، فقد أهانها في عقر دارهها. وانفجر غضب رجالها وقرروا التخلص من المؤلف قائلين: «إنه شخص مزعج ووقح ينبغي تصفيته جسدياً». ومنذ تلك اللحظة تحولت حياة سافيانو الى جحيم مطبق وكبرت المسألة، ما اضطر السلطات الكبرى في إيطاليا الى التدخل، وفصل له وزير الداخلية مجموعة لحمايته وتوجّب إخراجه من نابولي موقتاً.
شكلت «غومورا» مرجعية توثيقية فعلية للشرطة الإيطالية التي تحارب الجريمة المنظمة، وانطلاقاً من هنا أوقف على مدى العامين المنصرمين عدد من المجرمين ورجال المافيا الأساسيين.
الإجراءات التي بها قام رجال الأمن الإيطالي ضايقت بالتأكيد جماعة أوكامور وزعماءها، فيما لم تتوقف هجمات سافيانو في الكلمات التي كان يلقيها تباعاً في اللقاءات وفي مقالاته الصحافية. وفي النهاية ضاق ذرع زعيمها المسجون ساندرو سكيافوني وقرر التخلص من هذا «الروائي الكبير» كما وصفه بسخرية مبطنة من دون أن يسميه في رسالة أرسلها الى محاميه، تضمنت تهديداً مبطناً بالقتل.
كشف أحد أعضاء الكامورا التائبين خطة أخيرة أعدها رجال المافيا لقتل سافيانو من خلال تفجير سيارته أثناء عبورها الأوتوستراد ما بين روما ونابولي، وهذا ينبغي أن ينفذ قبل عيد الميلاد المقبل.
الموضوع منقول من صحيفة الجريدة الكويتية بتاريخ 2/5/2009
http://www.aljarida.com/aljarida/Article.aspx?id=108967[/align]