
الحارس السابق جانلويجي بوفون، أسطورة يوفنتوس ، و رئيس وفد المنتخب الإيطالي الحالي، شارك في أمسية توزيع جوائز "كاستانيا دورو" (Castagna d’Oro) في مدينة فربوزا سوتانا بمقاطعة كونيو، حيث تسلم جائزة خاصة وشارك في حوار مباشر على المسرح. وفيما يلي أبرز ما جاء في كلماته ..
عن فترة الشباب والأخطاء:
"كنت متساهلًا جدًا مع نفسي حتى سن العشرين أو الحادية والعشرين، لأنني كنت أعتبر أن من حقي في تلك المرحلة أن أرتكب الأخطاء وأتعلّم منها. كان ذلك بمثابة مكافأة سمحت بها لنفسي، وأعتقد حتى اليوم أنني كنت محقًا في ذلك، لأن بلوغ الشهرة في سن صغيرة لا يعني بالضرورة أن تصبح فجأة رجلاً ناضجًا.
في حياتي كنت دائمًا أحاول أن أنظر إلى نفسي في المرآة دون أن أخفض نظري يومًا. نعم، ارتكبت أخطاء، لكن دائمًا بحسن نية وبشكل صادق. كنت دائمًا شخصًا حقيقيًا وصادقًا مع نفسي. شعرت بالخجل من أخطائي أحيانًا، لكنني دائمًا دفعت ثمنها بنفسي. هذه هي أفضل طريقة للتعلّم، وهي الطريق الوحيدة لتصبح إنسانًا أفضل."
عن تجربته في تجنب المخدرات:
"غادرت منزلي في سن الثالثة عشرة، وقضيت ثلاث أو أربع سنوات في مدرسة داخلية، وكانت تجربة حياتية حقيقية، عشتها مع فتيان آخرين يواجهون ظروفًا يومية صعبة. في مثل هذه البيئات هناك مخاطر أيضًا، فهناك أشخاص قد يحاولون إغوائك أو دفعك إلى طرق خاطئة.
لكن عندما تكون لديك منظومة قيم واضحة، يمكنك أن تختار طريقك بنفسك.
عندما كنت في السادسة عشرة، حضرت حفلة في معهد المحاسبة في بارما، وكان هناك شاب مرح، لكنه للأسف كان يفرط في تعاطي المخدرات. في تلك الليلة شربنا قليلاً، ثم وضع شيئًا في فمي. لا أعلم ما كان، لكنني أدركت فورًا ما يحدث. دون أن أفكر مرتين، أخرجت الحبة من فمي ورميتها في وجهه. لأنني كنت أعلم أنني لن أكون بعد ذلك قدوة رياضية.
كانت تلك أول لحظة حاسمة في حياتي. أنا متأكد أنه لو كنت ابتلعت تلك الحبة، لما غفرت لنفسي. في بعض الأمور يجب أن تكون صارمًا تمامًا. لأنك إذا بدأت بفتح النوافذ الصغيرة، سيتحول الأمر إلى مشكلة كبيرة."
عن ريفا و فيالي:
"لوكا (فيالي) و جيجي (ريفا) كانا – بعيدًا عن مناصبهما الرسمية – من بين خمس شخصيات في عالم كرة القدم كنت أشعر معها بالامتنان كل مرة كنت أتحدث إليها أو أتفاعل معها. كان كل حوار معهما يترك في نفسي شيئًا جميلًا.
أن أشغل الآن منصبهما في المنتخب يمثل لي شعورًا بالفخر والرضا الشخصي. لا أريد أن أخلق أي مقارنة أو منافسة مع من سبقوني، لأن الرياضة علمتني أن أعترف وأتقبل عندما يكون شخص ما أفضل مني. هذان الاثنان كانا أعظم مني، وأنا فقط آمل أن أكون مفيدًا، مع علمي أنني لست في مستواهما."
عن المنتخب الإيطالي:
"الصعوبة الحقيقية اليوم تكمن في التواصل مع الأجيال الجديدة، فهي مختلفة تمامًا عن جيلنا. التحدي هو أن تجد المفتاح الذي يجعلهم يشعرون بالعاطفة والانتماء، وأن تجد شيئًا مشتركًا لتشاركه معهم.
أعتقد أنني جيد في ذلك، لأنني في (80%) من تصرفاتي العفوية أستطيع أن أكون أكثر جنونًا منهم، وهذا الجنون الصادق يخلق رابطًا طبيعيًا بيننا. أما الـ(20%) المتبقية فهي من الجدية التامة: عندما يكون هناك حاجة للتحسن، يجب أن تتدخل بحزم وسلطة لأن هذا يولّد الاحترام. عندها فقط يمكنك اتخاذ قرارات قوية، لكن الأمر ليس سهلًا، فهو يتطلب حسًا عاليًا.
بالنسبة لإيطاليا؟ بنسبة 90% سنذهب إلى الملحق، ويجب أن نستعد لذلك عبر المباريات الأخيرة من التصفيات، لندخل الملحق في منحنى تصاعدي، مع الحفاظ على الإيجابيات التي ظهرت في آخر مباراتين.
دعم الجمهور والإعلام سيكون حاسمًا. لكن الإعلام يحتاج أن يرى إشارات منا، يحتاج أن يصدق أننا نبني شيئًا قويًا حقًا. يجب أن يرى الناس روح الانتماء للقميص."
عن ألقابه في الدوري (الاسكوديتو):
أثناء تسلمه الجائزة، قال بوفون مازحًا موجهًا ملاحظة للجنة الجائزة:
"من فضلكم، لا تحرجوني! في الحقيقة، ففي سجل إنجازاتي ألقاب الدوري هي ثلاثة عشر وليست أحد عشر، لأن هناك تلك التي فزنا بها على أرض الملعب مع يوفنتوس ثم تم إلغاؤها بسبب قضية كالتشيوبولي.
على أي حال، في النهاية الأهم ليست الأرقام، بل القصص والمعاني التي صاحبتها. لذلك أشكركم من القلب."