موهبة كينان يلدز تبدو بلا حدود، لكن أنفاسه لها حدود. من البديهي أن شابًا في العشرين يجب أن يكون أقل إرهاقًا من لاعب في الثلاثين، لكن حتى أكثر العدّائين تفانيًا يحتاج لإدارة جسده، مثل أي رياضي، مع معرفة (والاعتراف) بذروات الطاقة ولحظات الراحة التي لا بد منها. مكانة الرقم 10 ليوفنتوس التي أصبحت محورية أكثر فأكثر تجعل من الصعب على إيغور تودور الاستغناء عنه، لكن الانطباع أن النجم التركي، مثل بعض زملائه الذين شاركوا باستمرار منذ بداية الموسم، يقترب من لحظة يصبح من الضروري فيها منحه على الأقل نصف مباراة راحة على مقاعد البدلاء.
ذلك الـ 99%:
يلدز ليس أكثر لاعب استخدمه تيودور منذ بداية الموسم، لكن الفارق ضئيل. ميشيلي دي جريجوريو، لويد كيلي وبيير كالولو لعبوا جميع الدقائق الـ 540 التي خاضها يوفنتوس في موسم 2025-2026، فيما يتأخر كينان عنهم... بأربع دقائق فقط. المدرب الكرواتي استبدله مرتين فقط: في الظهور الأول بالموسم ضد بارما عند الدقيقة 87، وفي debut دوري الأبطال أمام بوروسيا دورتموند عند الدقيقة 89. بالحسبة، التركي لعب 99% من دقائق الموسم، ومن الطبيعي أن يظهر عليه الإرهاق بعد ساعة من اللعب أو أكثر قليلًا. تودور صرّح أنه بين شوطي أول مباراة أوروبية بدا "شاحبًا" على وجهه، وفي فيرونا – بعد أربعة أيام – أصبحت علامات التعب واضحة أكثر أمام هيلاس. وبما أن بداية الموسم كانت رائعة بفضله، ينتظر المشجعون أن يكون دائمًا هو صاحب اللمسة التي تغيّر مجرى المباراة.
لكن أحيانًا يبدو أن الفريق بأكمله اتكل على عبقريته الإبداعية، التي تحتاج بطبيعة الحال لدعم الجميع وإلى جاهزية بدنية مثالية. كينان لا يستسلم أبدًا، يركض في كل الاتجاهات ويحاول الابتكار بفضل شخصيته وموهبته، لكن تودور يرى أن على يوفنتوس كله أن يتحمل المسؤولية الهجومية لتخفيف الضغط عن النجم صاحب الرقم 10. المشكلة للمدرب هي أن هناك لاعبين يصعب الاستغناء عنهم أكثر من غيرهم، وبعد أتالانتا بانتظار الفريق مباراتان شديدتا الأهمية: الأربعاء في إسبانيا ضد فياريال بحثًا عن أول فوز في دوري الأبطال، ثم الأحد في أليانز ستاديوم أمام ميلان بقيادة أليغري السابق.
الحلول المحتملة:
من الناحية النظرية هناك عدة لاعبين يمكنهم تعويض يلدز عند الحاجة، وربما فقط إيدون زيغروفا وفرانشيسكو كونسيساو مناسبون للبدء من الجهة اليمنى. بينما تيون كوبماينرز، فاسيلي أدزيتش، جوناثان ديفيد وحتى لويس أوبيندا يمكنهم الانطلاق من الجهة اليسرى للهجوم ولو بشكل متكيّف. حتى الآن كان يلديز دائمًا الخيار الأساسي، لا بسبب عدم ثقة تيودور بالبدائل، بل لأن يوفنتوس في مرحلة إعادة بناء وتثبيت يحتاج لقادة معترَف بهم. وإذا كان هذا القائد يشارك في ما يقارب نصف الأهداف المسجّلة، يصبح إخراجه من الملعب مهمة شبه مستحيلة.
بعد فياريال وميلان ستأتي فترة التوقف الدولي، لكن ذلك لا يعني الراحة بالنسبة إلى يلدز، إذ إن تركيا تعوّل على إبداعه لخطف بطاقة التأهل لكأس العالم المقبل. لذلك من الممكن أن يقرر تودور إراحته إمّا في مباراة إسبانيا أو أمام ميلان، ليدفع به كبديل في الشوط الثاني. وكالعادة، سيعتمد القرار على ما يراه في التدريبات من مؤشرات. المعضلة معقّدة بالفعل: هل يجازف بالاستغناء عن الرقم 10 في دوري الأبطال، حيث الفوز حاجة ملحّة قبل مواجهة ريال مدريد، أم أمام ميلان في قمة صراع القمة بالدوري؟ تودور يكرر دائمًا: «الأمر يعود لي كي لا أخطئ في الخيارات». الكرة الآن في ملعب إيغور.
( من تقرير لاجازيتا ديلو سبورت )