رحلة في ريغنسبورغ بين أصدقاء وأهل موهبة يوفنتوس كينان يلديز في تقرير لاجازيتا ديلو سبورت :
منزل أصفر وجدار وردي. كابوتسينرغاسه 9، وسط ريغنسبورغ. ساعة ونصف عن ميونيخ، وأقل بقليل عن هرتسوغن آوراخ، حيث معسكر يوفنتوس في ألمانيا هذه الأيام. كينان يلديز، أم ألمانية وأب تركي، بدأ لعب كرة القدم طفلاً في الشارع: الجدار الوردي تخيله باب ملعب أليانز ستاديوم، وجاره الدائم طلحة كان بالنسبة له بمثابة مدافعين كثيرين تخطاهم مؤخرًا واحدًا بعد آخر بحيله مع اليوفي.
يقول أعز أصدقائه طلحة:
«كنا نلعب في الغالب "ماوربولزن" — واحد يركل الكرة نحو الجدار، والآخر يُعيدها من اللمسة الأولى. بلا توقف. لم يكن لدينا مساحة كبيرة، لكننا استثمرناها تمامًا وحولناها لملعبنا الصغير. كثير من لمحات وأهداف كينان وُلدت في هذا الشارع. وحتى حينها كان يحتفل كنجمه المفضل ديل بييرو».
هنا ما زالوا يذكرون أمّه بياته وهي تضع يديها فوق رأسها من الدهشة، ونصائح والده إنغين التكتيكية. كينان ترك ريغنسبورغ آخر سنة في المدرسة الابتدائية لينتقل مع عائلته إلى ميونيخ ويطارد الحلم. ومن ألمانيا غادر سنة 2022، بعد مشواره الطويل في ناشئي بايرن وفسخ عقده، كموهبة صاعدة نحو إيطاليا، تورينو، يوفنتوس. بعد أكثر من ألف يوم، عاد كينان إلى بافاريا ملكاً لليوفي، يحمل الرقم 10، الأكثر طلبًا لدى الرعاة والمشجعين للتصوير وتوقيع الأوتوغراف كلما خرج من مركز أديداس شديد الحراسة الذي يقيم فيه فريق إيغور تيودور. من طفل إلى نجم. كما وصفه بريمر: «لامين يامال الخاص بنا».
الانتقام:
من ألمانيا إلى ألمانيا، كأنها دائرة مغلقة، ليأخذ شحنة إطلاق نحو عام التتويج الحقيقي. محبوب من الناس واللاعبين، لا يمس عند تيودور. بعد موسم برقم 10 – 52 مباراة، 12 هدفًا و9 تمريرات حاسمة – يبحث الدولي التركي ابن العشرين عن الكمال ويعرف جيدًا أن هناك طريقة واحدة لتحقيق ذلك مع يوفنتوس: رفع الكؤوس. وضع مختلف ومسؤوليات كبرى: ليس صدفة أن المدير العام داميان كومولي وجورجيو كيليني رفضا مؤخرًا عرض تشيلسي الذي كان مستعدًا لدفع 67 مليونًا لينقله للبريميرليغ، وبعد العودة من هرتسوغن آوراخ يخططان لإكمال إجراءات التجديد حتى 2030. رسالة واضحة: يوفنتوس الجديد يبنى حول يلديز. حب متبادل: ما لم يقله صاحب القميص رقم 10 قاله صديقه المقرب طلحة: «هو عاشق ليوفنتوس، يرتاح كثيرًا مع الفريق والجهاز الفني والبيئة والمشجعين. كل شيء في يوفنتوس مثالي بالنسبة له».
كلمة من العم:
ريغنسبورغ مدينة يبلغ سكانها 160 ألف نسمة، وفي كل زاوية هناك فخر هائل بكينان. ربما لأنه يعود بشكل دائم، والأهم أنهم يرونه كما كان: فقط أطول قامة، أقوى بنية، أقل شقرة وأقصر شعرًا. أما طباع التواضع والأخلاق فهي كما هي لم تتغير.
مكانه الثابت في ريغنسبورغ: منزل عمه أولي، أخو والدته. يقول أولي:
«من أختي ورث كينان ثلاث صفات: التحمل، والانضباط، والدقة في المواعيد. حين يكون في عطلة يقضي وقتًا طويلاً مع العائلة، وهذا أحد أسراره ونقاط قوته».
أما الأماكن المفضلة لديه في المدينة فلا زالت هي: «الملعب والمسجد. قد يبدو من السهل قول ذلك الآن – يضيف عمه – لكني كنت دائمًا أؤمن أن كينان سيصبح لاعب كرة قدم. وما يثيرني أكثر أنه يلعب بقميص رقم عشرة مع يوفنتوس مثل مثله الأعلى دل بييرو».
منذ أن أصبح ابن أخيه نجمًا، لا شيء تغيّر كثيرًا بالنسبة للعم، سوى شيء واحد: «أصبح الكثير يطلبون مني القمصان والتذاكر، لكن كينان كريم. وقد أمنت مسبقًا أول قميص سيرتديه بعد تجديد عقده مع يوفنتوس».
