
في اليوم التالي يبدو كل شيء أفضل، إذ يدرك المرء تمامًا كل المشاعر التي عاشها وهو لا يزال تحت تأثير اللحظة. جليسون بريمر يبلغ من العمر 28 عامًا، لم يعد شابًا صغيرًا، لكن غيابه عن الملاعب لمدة عشرة أشهر ( 304 يوم ) ترك أثرًا واضحًا عليه، ولهذا السبب، وبعد 24 ساعة من عودته إلى الملعب في المباراة الودية أمام ريجيانا، كانت السعادة لا تزال واضحة في عينيه، لأنه عاد ليفعل ما يحب أكثر من أي شيء. لايبزيغ باتت بعيدة، أبعد بكثير من المسافة التي تفصل الآن معسكر يوفنتوس في هيرتسوغن آوراخ عن ملعب "ريد بول أرينا"، حيث تعرض البرازيلي لإصابة في ركبته في الثاني من أكتوبر الماضي. هذا ما جاء بالمقابلة الكاملة معه :
بريمر، ما هي أصعب لحظة مررت بها خلال عشرة أشهر دون كرة القدم؟
"الأسوأ كان في البداية، عندما أخبرني الجراح أنني سأضطر للتوقف لمدة تسعة أشهر، وليس ستة أو سبعة كما يحدث عادة لمن يتعرض لتمزق في الرباط الصليبي. إصابتي لم تكن عادية، لكنني الآن بخير وأتطلع للأمام. سأعود إلى مستواي السابق".
كيف شعرت عند عودتك إلى أرض الملعب بعد 304 يومًا من الإصابة الخطيرة؟
"شعرت بإحساس رائع بعد كل تلك الأشهر من العمل والتضحيات. شعرت بالراحة. بالطبع لا زلت أفتقر لبعض الجاهزية البدنية، لكنني على الطريق الصحيح. في أولى الالتحامات شعرت ببعض الخوف، لكن أعتقد أن هذا طبيعي، ثم أصبحت الأمور تسير بشكل تلقائي: عندما تتوقف عن التفكير، تتحسن الأمور. هدفي الآن هو خوض المباريات الودية الثلاث المقبلة لأصل إلى أفضل حالة بدنية".
هل سيكون بريمر الجديد أقوى من ذلك الذي كان يهيمن في الدفاع قبل العملية؟
"نعم، لأنه عندما تبقى خارجًا لعدة أشهر، تبدأ في رؤية الأمور من زاوية مختلفة، ليس فقط كلاعب كرة قدم. بريمر الجديد سيكون أكثر شراسة، ودائمًا بنسبة مئة بالمئة في أرض الملعب".
من هو الشخص الذي تشعر بأنك مدين له بالشكر الأكبر؟
"كل يوفنتوس، الطاقم الطبي، أخصائي العلاج الطبيعي الخاص بي، زوجتي وعائلتي. كانت أشهر صعبة نفسيًا. تحدثت أيضًا مع كيليني، الذي عانى من إصابة مشابهة قبل عدة سنوات. كنت دائمًا أتحدث كثيرًا مع جورجيو، حتى قبل أن يصبح مديرًا في النادي، ووجوده الآن بجانبي أراه أمرًا مهمًا ليس لي فقط، بل لكل الفريق".
تركت يوفنتوس بدون هزيمة وتحت قيادة تياغو موتا، وعدت لتجد تيودور وإدارة جديدة. كيف رأيت تلك الأشهر العشرة من الخارج؟
"من الخارج، لاحظت أن الفريق كان يفتقر لبعض القادة بعد التغييرات الكبيرة، ومع إصابتي فقدنا مزيدًا من الاستقرار. كانت لحظات صعبة لكن الفريق تطور: مثل هذه التجارب تصقل الفريق. هذا العام سيكون مختلفًا، المجموعة في حالة ذهنية جيدة، وسنرى ما سيأتي به السوق خلال الأسابيع المقبلة. نحن نبني مشروعًا ويوفنتوس صلب، ويجب أن نعود للمنافسة على الفوز".
قال تيودور خلال كأس العالم للأندية إن هذا اليوفي يحتاج إلى ثلاث صفقات مهمة ليكون قادر على المنافسة القصوى: هل تتفق معه؟
"نعم، لكن ذلك يعتمد أيضًا على من سنتعاقد معهم: نحن فريق جيد، وإذا وصل لاعبون أقوياء، يمكننا المنافسة مع الكبار".
كيف تتصور سباق الاسكوديتو؟
"منافسة بين الفرق الأربعة المعتادة: نابولي هو المرشح لأنه فاز بالاسكوديتو الأخير ودعم صفوفه في السوق، وإنتر لا يزال فريقًا قويًا. وهناك أيضًا ميلان مع أليغري ويركز فقط على الدوري. وبالطبع يوفنتوس أيضًا ضمن الصراع".
لماذا أنت متفائل بخصوص يوفنتوس؟
"أنا مقتنع بأننا سنعود للقمة بسرعة، وكلنا نؤمن بذلك. وسأخبركم السبب: يلديز مختلف تمامًا عن الموسم الماضي، تطور كثيرًا وأصبح لاعبًا مميزًا. وجاتي أصبح قائدًا. لدينا أساس قوي".
المدافع السابق في يوفنتوس، جوليو سيزار، قال إن يلديز يستحق اللعب في السيليساو...
"هو محق، المراوغة وتحركات يلديز تذكرنا باللاعبين البرازيليين. نعم، كينان هو نوعًا ما لامين يامال الخاص بنا، ويجب علينا نحن جميعًا أن نضعه في الظروف التي تُمكنه من تقديم أفضل ما لديه".
كيف كان انطباعك الأول عن تيودور؟
"نتحدث عن مدرب سبق أن ارتدى هذا القميص ويعرف جيدًا معنى اللعب ليوفنتوس. يمنحني الطمأنينة، ويكرر لي ألا أضغط على نفسي أكثر من اللازم، وأن مستواي سيعود على أي حال. تيودور يملك أسلوبًا مشابهًا لأسلوب غاسبريني ويوريتش، وقد عملت معهما من قبل، لذا أعلم أنني مناسب لطريقته. في يوفنتوس يجب أن نفوز، ونحن نريد العودة لتحقيق الانتصارات، لكن كالعادة، الحسابات تُجرى في النهاية".
كل صيف له "موضته"، ويبدو أن موضة هذا الصيف هي "الرقصة الأخيرة" في الدوري الإيطالي: من مودريتش إلى ميلان، ودي بروين إلى نابولي. هل تنصح نيمار برقصة أخيرة في اليوفي؟
"بالتأكيد. سيكون رائعًا أن نرى نيمار هنا في يوفنتوس".
برازيلي آخر، دوغلاس لويز، لم يحضر أول يوم في المعسكر. هل تحدثتم عن الموضوع لاحقًا؟
"دوغلاس اتخذ اختياره، والأهم هو أنه عاد واعتذر للنادي، وللمدرب، ولنا نحن زملاؤه. الآن هو هنا ويعمل بشكل جيد".
في هيرتسوغن آوراخ، هناك أيضًا فلاهوفيتش، الذي سجل السبت، لكن الشائعات حول انتقاله إلى ميلان مستمرة. هل طلب رأيك بشأن مستقبله؟
"دوشان شاب إيجابي، ويضع لنفسه أهدافًا عالية. بصراحة، آمل أن يبقى فلاهوفيتش هنا لمساعدتنا. في النهاية، القرار يعود له، وأتمنى فقط أن يكون القرار الأفضل ليوفنتوس وله".
في الوقت نفسه، وصل ديفيد، وقد يعود قريبًا كولو مواني. ما انطباعك؟
"جوناثان ترك لدي انطباعًا جيدًا، مهاجم فني وأنا مقتنع أنه سيساعدنا كثيرًا. عندما جاء كولو مواني في يناير، كنت مصابًا: هو شاب جيد وقوي. نأمل جميعًا أن يعود إلى يوفنتوس".
هل هناك مهاجم يجعلك لا تنام ليلًا قبل مواجهته؟
"واجهت الكثير من المهاجمين الأقوياء في الدوري ودوري الأبطال، لكن الأصعب هو أوسيمين".
آخر نسخة من دوري الأبطال شاركت فيها لم تدم أكثر من مباراة واحدة: ما الذي سنراه من يوفنتوس هذا العام أوروبيًا؟
"علينا أن نُقدّم ما هو أفضل من الموسم الماضي وأن نذهب لأبعد نقطة ممكنة".
هل أرسلت رسالة إلى أنشيلوتي، مدرب السيليساو، تقول فيها: "لقد عدت، راقبني"؟
"إنه مدرب إيطالي ويعرف الدوري الإيطالي جيدًا. العودة إلى السيليساو ستكون نتيجة لتطوري مع يوفنتوس. المشاركة في كأس العالم في الولايات المتحدة مع البرازيل ليست حلمًا، بل هدفًا".