اللغز المتواصل كوبماينرز و وضعه مع عودة المباريات لليوفي في فترة مزدحمة قادمة , في تقرير لاجازيتا ديلو سبورت :
مستقبله سيتحدد خلال خمسة وسبعين يومًا. تيون كوبماينرز يملك شهرين ونصف فقط ليستعيد نسخة "روبوكوب" القديمة، وإلا فقد يخسر مكانه في يوفنتوس. يناير ليس بعيدًا، وغدًا في مباراة كومو ستكون بمثابة بداية موسم جديد تمامًا بالنسبة للهولندي — انطلاقة مختلفة عن كل ما سبق، أكثر هدوءًا ولكن بأهداف أكثر أهمية: إقناع يوفنتوس قبل فوات الأوان وإنقاذ مغامرته في تورينو من نهاية مبكرة.
كرة القدم تتغير بسرعة، ومن صيف 2024 يبدو وكأن دهورًا قد مرت، وليس مجرد 400 يوم. يوفنتوس قاتل بقوة للتعاقد مع كوبماينرز، وقدم عرضًا ضخمًا لأتالانتا بلغ 51.3 مليون يورو بالإضافة إلى مكافآت، لكنه الآن لم يعد مستعدًا للانتظار إلى ما لا نهاية. رسميًا لا يوجد موعد محدد، لكن داخل أروقة النادي لم يعد يُعتبر اللاعب "غير قابل للمساس" كما كان من قبل.
الإحساس السائد واضح: إن لم يُظهر كوبماينرز تحسنًا حقيقيًا خلال الشهرين أو الثلاثة القادمين، فسيكون من الضروري اتخاذ قرار في الشتاء، وربما يكون الطلاق أحد الخيارات المطروحة. وإن لم يكن بيعًا نهائيًا — حيث سيبقى في الميزانية بقيمة 36 مليون يورو في منتصف الموسم — فقد يكون إعارة مؤقتة. خطوة قد تساعد يوفنتوس على إفساح المجال في قائمته للتعاقد مع لاعب وسط جديد (لا يزال اسم كيسي مطروحًا، إذ قد يغادر السعودية)، وأيضًا تمنح اللاعب فرصة لتغيير الأجواء وعدم فقدان مكانه في مونديال 2026 مع المنتخب الهولندي.
المدرب رونالد كومان استدعاه في التوقف الدولي الأخير، لكنه أبقاه على مقاعد البدلاء في المباراتين كاملتين (180 دقيقة بلا مشاركة).
فرصة ثانية :
كوبماينرز كان أحد صفقات الخمسين مليون يورو في ميركاتو يوفنتوس لصيف 2024. وبعكس دوغلاس لويز الذي رحل لاحقًا إلى نوتنغهام فوريست، حصل لاعب أتالانتا السابق على فرصة جديدة — لأسباب مالية، ولكن أيضًا بدنية وفنية وتكتيكية.
في كونتيناسا، بدأ الموسم مع قناعة بأن كوبماينرز الحقيقي لم يظهر بعد في موسمه الأول بقميص اليوفي، لأسباب متعددة: من تأخر انضمامه إلى الفريق، إلى الضغوط الكبيرة، مرورًا بمشكلات بدنية متكررة، وصولًا إلى كثرة تبديل مراكزه.
ولهذه الأسباب قرر يوفنتوس الإصرار عليه، ومعسكر المدرب إيغور تودور في ألمانيا مثّل فرصة جديدة. تودور استجاب لرغبة اللاعب قائلًا له ضمنيًا: "إن كنت تريد اللعب في خط الوسط، فسأمنحك تلك الفرصة". وبالفعل، أعاده إلى موقعه المفضل في محور الوسط — تمامًا كما حدث ليلة فوز أتالانتا ببطولة الدوري الأوروبي 2024 — لكن رغم ذلك، لم تُسترجع بعد نسخة "اللاعب الكامل" التي تألقت في بيرغامو.
أرقام اللاعب تُظهر الواقع أكثر من صافرات جماهير ملعب أليانز ستاديوم التي لم ترحمه: كوبماينرز جاء إلى تورينو كـ"لاعب وسط هداف"، لكنه سجل فقط خمسة أهداف بقميص البيانكونيري، وفي الموسم الحالي لم يُسجل ولا هدفًا واحدًا، ولم يصنع أي تمريرة حاسمة. أداء ضئيل جدًا بالنسبة لتلميذ غاسبيريني.
هل يكون أساسيًا أمام كومو؟
اللاعب نفسه أول من يشعر بخيبة الأمل ويريد قلب الصفحة. بعد جلوسه على مقاعد البدلاء مع هولندا، وكذلك في القمة ضد ميلان، أصبح أكثر تصميمًا على العودة.
أما المدرب إيغور تودور — المتفائل بطبعه — فما زال يؤمن بإمكانية استعادة كوبماينرز واستثمار الصفقة الضخمة التي أبرمها النادي. تودور يتحدث كثيرًا مع لاعبيه ويعتقد أن اللاعب يحتاج فقط إلى شرارة تعيد له الثقة وتحرره من الضغط النفسي.
وربما تأتي تلك الشرارة غدًا أمام كومو، حيث يُتوقع أن يعود كوبماينرز إلى التشكيلة الأساسية. هدف أو تمريرة حاسمة قد تكون كافية لقيادة الفريق للفوز على فابريغاس ولاعبيه، وللاقتراب من مواجهة ريال مدريد في البرنابيو بمعنويات مرتفعة، ولبدء أفضل ممكن لرحلته الحاسمة خلال الـ75 يومًا القادمة — التي قد تُقرر مصيره مع السيدة العجوز إلى الأبد.