- إنضم
- 17 أكتوبر 2008
- المشاركات
- 85,232
- مستوى التفاعل
- 57,507
- النقاط
- 113
من مقابلة مطولة لرمز اليوفي ( أليساندرو ديل بييرو ) مع صحيفة الكوريري ديلا سيرا في عدد اليوم الجمعة :-
عن الرقم 10 و خصائص لاعبيه قال : " لن أغير رأيي : الرقم 10 يحتوي على العبقرية و عدم القدرة على التنبؤ و امكانية اظهار أشياء لا يعتقد الآخرين انها ممكنة او يمكن تخيلها ، كثيراً ما يقال ان لاعبي الرقم 10 يساء فهمهم ، هذا صحيح لأنها لا تتناسب مع القواعد ، يتحدث تاريخ الكرة للرقم 10 عن الدور الذي كان لديهم لامكانية الاهتمام بشكل أكبر بلعبهم مقارنة بالآخرين و كانوا اقل تعرضاً للمضايقات من حيث الواجبات التكتيكية ، ضمنوا لنا الابداع و الخيال و القدرة على حل المواقف او المباريات لكنهم في المقابل استمتعوا بالحرية ، ثم بدأت كرة القدم تتغير في وقت قريب من فترتي ، بدأنا نطلب من الرقم 10 ان يكون مثل الآخرين و ان يتولى مسؤولية الاحتياجات التكتيكية و يتم تسخيرهم في آلية يجب ان يكونوا بها مثاليين " .
و أضاف : " لقد انتقلنا من تركهم بهدوء للتعبير عن ابداعهم بالجري مثل الأربعة و الثمانية ، لكن هذا الاختيار تضمن المفارقة ، و مع ذلك يطلب من الرقم 10 ان يقومون بكل شيء مثل الآخرين و ثم اختراع حلول حاسمة ، يطلب منهم تنفيذ الركلات الحرة و محاولة اللعب بالكعب الخلفي ، على مر التاريخ كان الرقم 10 يواجه دائماً بعض الصعوبات في الجري ، لكن هذه كانت خاصيته : يجري كيلومترات اقل لكن بخيال أكبر ، الآن يهيمن الجانب البدني ، حتى لو تم الفوز بكأس العالم الأخيرة بالكرة القديمة , تلك التي كانت مخصصة للاعبهم الرقم 10 و سمحوا له بأخذ فترات من الراحة التي أرادها لاستغلال عبقريته و خياله بشكل أفضل " .
عن أريغو ساكي و الرقم 10 قال : " غير ساكي كرة القدم و أصبحت طريقته في فهمها مرجعاً ، كان الرقم 10 لديه هو رود خوليت , صديقي الذي لديه آلاف المواهب لكن المواهب الرئيسية لا تتعلق بالجانب الفني او الخيال ، كان لديه تخصصات اخرى ، في ذلك كان ميلان مثالي ، طالب ساكي بالكثير ، بهذا الفريق كان دونادوني الذي تم الاستهانة به بشكل مبالغ و هو الذي ضمن لهم الجودة المميزة بالاضافة للكمية ، زولا على حق : في ذلك الوقت ولدت كرة قدم مختلفة , حيث الأولوية هي الجري ، الجري و احترام القواعد التكتيكية المهمة جداً و الصارمة جداً " .
عن ما أصبح عليه الرقم 10 قال : " لا أريد التحديد ، من الصعب مقارنة المواسم في كرة القدم كما هو في التاريخ ، نشأت مع كرة كان فيها تشيريا و بلاتيني ، كان تشيريا مع بيكنباور كاللاعب الذي يعرف كيفية إعداد الدفاع و التقدم للأمام و استغلال حريته في بناء اللعب ، اليوم عدنا للعب رجل لرجل , غاسبريني و يوريتش و تيودور , لكن هناك رغبة في التكتيكات المتكاملة لجعل الفريق يتحرك بشكل جماعي و متزامن ، الهدف هو الفوز بالكرة و الاحتفاظ بها ، هناك ايضاً أمثلة مضادة هناك ، لكن بشكل عام بالكرة الحديثة يجب على الجميع معرفة كيفية القيام بكل شيء ، لا يوجد مدافع و حتى حارس لا يعرف اليوم لعب الكرة بشكل جيد " .
و قال ايضاً في الاجيال الحديثة : " العديد من الأجيال الجديدة من المدربين و اللاعبين يتطورون في خرافة غوارديولا الذي يطبق فلسفة من اللعب , ثم يؤدي جيداً و يفوز و بالتالي فهو على حق بالمنطق ، لكن في انجلترا هناك حقائق تعبر عن نفسها بشكل مختلف ، كلوب لديه فلسفة اخرى فهو يفكر في كرة قدم بشكل عمودي ، و هو فاز ايضاً ، و هذا يجعل انه من الصعب حتى بالكرة تخيل انه يمكن لفكرة واحدة ان تسيطر ، و أضيف ان هذا لحسن الحظ " .
عن المركز الذي كان يناسب ديل بييرو قال : " اعتقد ان بلاتيني سيضعني بين التسعة و نصف لأنني غالباً ما لعبت دور المهاجم الثاني و أحياناً الأول ، و مع ذلك سأكون فضولي لمعرفة كيف يرى بلاتيني نفسه لأنني شاهدته عدة مرات يلعب دور المهاجم و يبحث عن الاهداف , لدرجة انه كان ايضاً هداف الدوري ، ساعده تارديلي و فورينو و بنيني كثيراً " .
عن شعور العزلة للاعبي الرقم 10 قال : " نعم , هناك دائماً توقعات كبيرة تجاه اولئك الذين يرتدون هذا القميص ، هناك ايضاً شعور العزلة في نوع اللعب المطلوب حتى بالكرة اليوم ، من المنتظر من ميسي ان يسجل هدفاً او يقوم بتمريرة حاسمة و ليس فقط ان يجعل الفريق يدور ، اذا قام بذلك فقط فهذا لا يكفي ، هناك عزلة , في اختياره اللعب و حتى في تصورها " .
عن الكرة الايطالية بشكل عام قال : " هذا يفتح موضوع معقد ، البيانات واضحة ، كرة القدم في ايطاليا أصبحت مملة لأن المستوى تراجع مقارنة بالماضي ، الأقوى الأكبر كان يأتي للعب هنا و الجميع أراد المنافسة هنا ، الآن الأقوى و الأكبر يذهبون للعب بالدوري الانجليزي و حتى الاسباني و ربما فرنسا أو ألمانيا , ليس هنا ، هذا ينطبق علينا ، لكن كرة القدم في انجلترا ليست مملة ، برأيي أن عوامل أخرى تلعب ايضاً دور بهذا السخط ، اولاً ثورة التكنولوجيا ، ألعاب الفيديو و الهواتف تتمتع بمستوى من الرضا عن الحاجة للترفيه لا يقارن بما كنت عليه في طفولتي ، المجتمع الرقمي يجعلنا نعيش بشكل افضل لكنه يسلب من قدرتنا على الابداع " .
عن الفرق في المتعة بين الأمس و اليوم قال : " يوم الاحد لم استطع الانتظار للذهاب للعب لعبة الكرة و الدبابيس بالاضافة لـ كرة الطاولة ، كان ذلك كافي بالنسبة لي و جميلاً ، اليوم لسوء الحظ نعيش في مجتمع سريع الخطى بشكل متزايد و يتطلب نتائج مباشرة ، لكن العنب يأتي مرة واحدة بالسنة ، اذا كنت تريدها عليك ان تنتظر و تعتني بها و تحرث الأرض و تسقيها و تحميها من البرد , الطبيعة لها مسارها الخاص و نحن جزء من الطبيعة ، التوقعات من الفتيان مبالغ فيها و هم يشعرون بذلك ، يطلب منهم الفوز و ان يكونوا ناجحين و تنافسيين دائماً ، هذه التوقعات تشكل عبء ثقيل على الاكتاف في التدريبات ، يأخذون هذه الأمور على عاتقهم و بما انه لا يستطيع الجميع القيام بذلك , ينتشر الانزعاج و التوتر و انعدام الأمن و الشعور بالفشل و القلق ، وقت الحياة حتى بالرياضة يجب ان نعيشه و ليس نستهلكه " .
عن التلفاز قال : " بدون شك أن ظهور مثل هذا العرض الضخم و مشاهدة الكرة بشكل مستمر هو لا يساعد ، عندما تريد حلوى جيدة و لكن يمكنك تناولها كل يوم فإنك بالنهاية تتعب منها ، هناك حاجة للرغبة و الانتظار ، في كل شيء ، لكن التلفزيون و وسائل التواصل الاجتماعي اذا تم العمل بها جيداً يمكن ان تساعد بنقل جمال الكرة و القيم الايجابية و الرغبة باللعب " .
عن قضية المراهنات قال : " هو موضوع كبير و معقد ، بالنسبة لي من الصعب فهم هذه الامور ، الرياضة يجب ان تكون كافية ، بالنسبة لي لم يكن هناك سوى الملعب ، كان هناك قوانين محددة بما يتعلق في المنشطات و المراهنات ، لم أقم بأي شيء يمكن ان يفسد حلمي في أي عالم ، ليس من البداية عندما كنت شاباً و لا بعدها عندما كنت ناجحاً " .
عن اليوفي قال : " في اليوفي دائماً تحت الضغط ، و مع ذلك فإن هذا النادي هو نقطة مرجعية ، ليس فقط لمشجعي البيانكونيري ، اعتقد ان الجميع بعد يسألب نتيجة تشكيلة القلب , سيعرف ما فعله اليوفي ، على كل حال هو نادي مركزي في تاريخ الكرة الايطالية ، هو اكثر بكثير من مجرد فريق كرة قدم ، عندما يكون لديك كثير من الضغوط و المسؤوليات و تواجه لحظات التغيير و التحولات بين الأجيال و اختتام دورات الحظ , فمن الواضح انه ليس كل شيء يمكن ان يسير على ما يرام ، تتم عملية اعادة التعديل و كمشجع آمل ان تكون الاختيارات التي تم اتخاذها صحيحة لأننا نأمل بالعودة لرؤية يوفنتوس يمكن ان يكون له كلمته ليس فقط في ايطاليا لكن في اوروبا " .
و عن عدم تواجده في إدارة النادي قال : " خلال رحلتي , طوال السنوات التي تشاركنا بها بكثير من الافراح و ايضاً أصعب اللحظات في السيريا بي , قمت ببناء علاقة خاصة مع اليوفي ، ليس فقط لأني مشجع بيانكونيرو لكن لأن الـ 19 سنة فترة طويلة حقاً ، يسألني النادي لماذا لا تعود لليوفي ، أجيب بأنني ليس علي العودة بشكل إلزامي لأنني لم أغادر تماماً ، عندما تقضي كثير من الوقت و تخوض كثير التجارب في مكان ما فإن الجذور تغوص في الأرض ، حسناً , انا لا عمل على هذا اليوم , ربما تتغير الامور في المستقبل ، من يدري ، لكنني لن أشعر بأنني بعيد ، جزء كبير من قلبي هناك و سيكون دائماً ، دائماً على نفس الجانب " .
عن الموهبة و مسألة موجودها الآن قال : " اليوم نبحث عن الجانب البدني كثيراً و هذا لا يساعد الموهوبين ، في كرة القدم اذا لم يكن لديك الخصائص البدنية فأنت متخصص بشيء آخر ، هو قانون البقاء ، لم يكن منا غزير بدنياً ، بل على العكس , نحن متخصصون في الحيال و التقنية ، تعلمنا في المنزل و في ملعب الحي و في المدرسة ، خلال الاستراحة لم اتناول وجبة خفيفة بل لعبت الكرة فقط ، و في الصيف طاردنا الكرة على رمال شاطئ البحر ، كنا ننتظر غروب الشمس و وصول المد و الجزر لنلعب على الشاطئ ، كسرنا اقدامنا لأن الكرة تصبح ثقيلة بالماء و الرمل ، لكن هذه هي بالضبط الطريقة التي تعلمنا بها ان نكون الرقم 10 " .
عن يوم يود ان يعيشه مجدداً قال : " 9 يوليو 2006 , عندما فزنا بكاس العالم ، لدي كل شيء بداخلي منذ ذلك اليوم ، كيفية تفسير الاكتمال الرياضي و العاطفي و حتى الروحي الذي يعيشه الشخص بتلك اللحظة الذي قضيتها حياته كلها مع هذا الحلم و الذي جرب كرة القدم كشغف احتل كل لحظة و لم يفكر في أي شيء آخر لسنوات طويلة و بالنهاية تتمكن من ذلك ، التأهل مع نصف النهائي ذلك و ثم مع تلك ركلات الترجيح التي لو أخطأتها لوقعت في كابوس ، هو جمال كامل ما عشته في ذلك الوقت ، جمال كامل و متكامل ، لا يمكن تفسيره و لا يتكرر " .
عن يوم لا يود ان يعيشه مرة اخرى قال : " 8 نوفمبر 1998 ، يوم الاصابة ، كان فظيعاً ، توقفت لمدة سنة , عندما كنت بالرابعة و العشرين من عمري , مع القلق و عدم اليقين بخصوص التعافي ، لكنني اكتشفت قوة ذهنية لم أكن أعرفها و القدرة على المعاناة و ردة الفعل التي سمحت لي بتحقيق أقصى استفادة من تلك الدراما ايضاً " .
عن والده قال : " كان والدي قائد صامت ، عندما كبرت و أصبحت أباً فهمت أشياء كثيرة عنه ، عشت ذلك قليلاً ، بعمر الـ 13 غادرت المنزل و في ذلك الوقت تفكر بشيء آخر و انت تنمو ، لم أتمكن من اعطاء الوزن المناسب لي , لكن بعد ذلك أدركت أهميتهم و هذا يسمح لي بإقامة علاقة جميلة معهم كما يجب ان تكون ، كان والدي كهربائياً و كانت والدتي بالبداية خادمة ثم جليسة أطفال ، كان شخص يتمتع بتواضع مجنون و فقد شمر عن سواعده و كسر ظهره ليجعل عائلته تشعر بالارتياح ، لم يتحدث أبي كثيراً لكني أتذكر عندما التقيت به و أمي بعد فوزنا بدوري الابطال ، اعتقد انهما في ذلك الوقت استعرضا رحلة حياتنا بأكملها ، كل المحاوف و التضحيات التي مررنا بها ، و كان لديهم الدموع في عيونهم ، لم يكونوا فخورين بديل بييرو , بل بأليساندرو الخاص بهم " .