suhale10
Well-Known Member
[ مترجم للصحفي ديفيد أمويال ]
يجب أن أكون صادقاً, على الرغم من درجة الإيمان الكبيرة التي لدي في كونتي, إلا أنني شككت في التشكيلة التي اختارها للمشاركة في اليورو. لأخذت بيلوتي, جورجينيو, بونافينتورا وتوتي (كبديل سوبر) إلى فرنسا, لكن كونتي بنى فريقاً من خلال الاعتماد على أحد أهم خطوطه المساعدة الرئيسية – المجموعة فوق كل شيء آخر والأمر متروك للاعب بشكل فردي لينسجم معه.
من خلال عدم رضا الجماهير ووسائل الإعلام الذين طالبوا بأسماء أكثر إثارة, ضمن كونتي إلى حد كبير بأنه سوف يتلقى كل اللوم في حال سارت الأمور بشكل سيء مع إيطاليا في اليورو. لكن عوضاً عن ذلك العروض التي قدمها فريقه كانت نتائجها معاكسة للمتوقع – كونتي يُظهر للعالم ما يعرفه أغلب متابعي الدوري الإيطالي – إنه عبقري تكتيكي ويقوم بتحفيز لاعبيه جداً لدرجة تجعل اللاعبين مستعدين لبصق الدم من أجله.
أتصور أن كونتي جعل كل من جياكيريني, بيلي, ايدير ودي شيليو يرون مجموعة من المقالات التي تنتقد تواجدهم مع الفريق. كونتي يحب خلق الدافع انطلاقاً من الأمور السلبية, هو يفضل أكثر أن يكون الطرف المستضعف حتى يتمكن من بناء عقلية " نحن ضدهم" للاعبي فريقه – كل اللاعبين الذين تعرضوا لانتقادات كثيرة لاختيارهم ضمن الفريق قد ردوا له الدين من خلال مستواهم الرائع.
أظهر كونتي مرونته التكتيكية الكبيرة خلال اليورو رغم تمسكه بالتشكيلة 3-5-2 (التشكيلة التي بدأ باستخدامها أول مرة عندما كان معه بونوتشي, كيلليني وبارزالي في اليوفنتوس).لعب كونتي على الهجمات المرتدة ضد بلجيكا, ذلك الانتصار كان مهماً جداً لأنه أظهر ما يمكنه القيام به مع الفريق الذي عمل بجد ولعب ضد فريق لديه نجوم أكبر.
في حين اعتقد الكثيرون بأن المباراة ضد المنتخب السويدي كانت مخيبة للأمل بالمقارنة مع الفصول التكتيكية الرئيسية لكونتي, أنا استطعت الحصول على الكثير من المعلومات منها, كونتي جعل إبراهيموفيتش يختفي من خلال استخدام رقابة رجل لرجل حيث جعل كيلليني يقوم بمراقبته ( لاعب آخر تلقى الكثير من الانتقادات خلال عام 2006 ) وساعده زملاؤه في هذه المهمة أيضاً.
بعد الفوز على بلجيكا, كانت ايطاليا لتكون على ما يرام فيما لو حققت التعادل لكن كونتي لعب بأسلوب "الحبل المخدر" فقام بالانتظار حتى تعب لاعبوا المنتخب السويدي – في آخر 15 دقيقة من المباراة إيطاليا رفعت ضغط المباراة قبل أن يقوم إيدير بتسجيل هدف الفوز في آخر الدقائق.
في المباراة ضد أيرلندا, لعبت إيطاليا مثل الفريق الذي ليس لديه أي شيء على المحك (وهذه كانت هي القضية). كانت هذه المباراة فرصة لكونتي ليريح بعض اللاعبين, وهو أمر مهم جداً على بالنظر إلى معدل الأعمار للاعبي المنتخب الإيطالي ومعدل الجري للاعبين حيث أنهم الأكثر جرياً في البطولة.
فريق إيطاليا المشحون بالكامل كان أكثر من مستعد لمباراة إسبانيا, الفريق الذي هزمهم في نهائي اليورو الماضي. قبل المباراة صرح تشافي بأن 3-5-2 هي "النظام الأكثر تعقيد للخصوم الذين يفضلون اللعب بأسلوب الضغط العالي" – هذه الكلمات كانت واقعية, لكن مالم يكون متوقعاً هو كيف أدار كونتي مباراة اسبانيا.
كنت أتوقع من كونتي أن يعمل بطريقة تقليدية "يتبع المخطط الأزرق" كما فعل تماماً مع بلجيكا, ولكن بدلاً من ذلك لعبت إيطاليا بالطريقة التي لعبها اليوفنتوس تحت قيادة كونتي. الفريق استمر بالسيطرة على الكرة وهاجم بكثرة, لكن تماماً مثل يوفي كونتي, أهدر المنتخب الإيطالي العديد من الفرص لدرجة شعرت بالقلق من أن إسبانيا ستسجل قبل النهاية هدفاً يحطم القلوب. انتهت المباراة بشكل يشابه جداً الشكل الذي انتهت به مباراة بلجيكا, بهدف غرازيانو بيلي قبل النهاية بدقائق قليلة.
بغض النظر عما سيحدث ضد ألمانيا, فإن هذه اليورو بالنسبة للمنتخب الإيطالي تعتبر نجاحاً باهراً. العديد من اللاعبين الذين تم انتقاد اختيار كونتي لهم التفوا حول مدربهم ورغبتهم وقدرتهم طغوا على نقص موهبتهم. في إيطاليا العديد يطلقون على كونتي لقب "المطرقة" وحماسته ورغبته قد انتقلت إلى لاعبيه على أرض الملعب.
الآن يأتي تحدي أكبر لكونتي, حيث سوف يتجنب المصافحة مع يواكيم لوف قبل بداية المباراة بينهما "من باب المزح", اللعب ضد ألمانيا سوف يكون صعباً للغاية حتى لو كان الفريق بكامل قوته – لكن مع غياب دي روسي المؤكد وإيقاف تياغو موتا, سيكون على كونتي إيجاد حل تكتيكي جديد ليفوز.