hamada tito
Member
- إنضم
- 26 سبتمبر 2013
- المشاركات
- 6
- مستوى التفاعل
- 0
- النقاط
- 0
يبدو أن التمييز العنصرى هو آفة الكرة الايطالية عبر الزمن ، فالعنصرية فى ايطاليا لاتقتصر على اللاعبين فقط من حيث اللون والجنسية أو الديانة ولكنها تمتد الى جماهير أندية معينة بل الى مدن وأقاليم بأكملها.
ويبدو أن مدينة الجنوب نابولى هى الضحية فى تلك الأيام فكما حدث فى الأسابيع السابقة من هتافات من جماهير ميلان والتى تطلق على نفسها مٌسمى ( الكورفا ) والتى قام الاتحاد الايطالى باصدار قرارت ضدها بحرمانها من حضور لقاء أودينيزى لكنه رضخ فى النهاية وسمح للجماهير بحضور اللقاء وهو بمثابة انتصار للعنصرية على سٌلطة القانون ، قامت أيضاً العديد من الأندية بالتضامن مع كورفا ميلان مثل كورفا انتر و روما وتورينو وأخيراً كورفا اليوفنتوس فى مباراة اليوم والتى قامت بهتافات عنصرية قاسية للغاية ضد اقليم الجنوب نابولى مثل : فيزوفيوس حرقهم بالنار ( فى اشارة الى بركان فيزوفيوس الشهير فى نابولى ) ، بل أن بعض جماهير الأندية الايطالية دعت الى التضامن معاً والقيام بهتافات فى اللقاءات القادمة مما يلوح بتصعيد كبير للأحداث فى الفترة القادمة.
ولنعد بالزمن الى الخلف لنتعرف على أبرز حالات التمييز العنصرى فى كرة القدم الايطالية :
أولى حالات التمييز العنصرى كانت من قبل جماهير فيرونا عام 1986 عندما رفعت لافتتات عنصرية تجاه جماهير نابولى ووقتها تم ادراجها ضمن لائحة عقوبات العنصرية فى الاتحاد الايطالى.
وفى الموسم الماضى 2012/2013 تم تغريم ميلان 10 آلاف يورو بسبب هتافات ضد جماهير نابولى أيضاً وارتداء بعض الجماهير للكمامات الطبية تعبيراً عن شعورهم بالغثيان من جماهير نابولى ، بالاضافة الى تغريم جماهير أتالانتا 18 ألف يورو بسبب الهتافات ضد 3 أندية ( لاتسيو - نابولى - باليرمو ) ، 10 ألاف يورو للانتر بسبب هتافات ضد اقليم نابولى ، يوفنتوس نفس المبلغ فى مباراة أودينيزى بسبب هتافات صبيانية تجاه نابولى ، و20 ألف يورو فى لقاء لاتسيو.
الغريب فى الأمر أن جماهير الفرق تعتبر أن الأمر به تحامل كبير من قبل الاتحاد الايطالى وأن القانون الجديد للتمييز العنصرى هو قانون عنيف للغاية وعقوباته جاحفة لهم حيث تحدث منذ فترة قريبة لوكا لوتشى أحد قيادات كورفا الميلان قائلاً : " لن نتوقف عن الغناء مهما فعلوا ، هتافاتنا غير عنصرية ومن يعتقد غير ذلك فهو لا يفقه أى شئ . نحن نعيش فى حرية والاتحاد الايطالى يريد أن يخفى مشاكل الأندية عن طريق معاقبتنا ".
ولكن السؤال الذى يطرح نفسه , ما سبب تفشى هذه الظاهرة؟
المشكلة تتلخص فى أسباب قانونية واجتماعية معاً :
(1) ضعف الاتحاد الايطالى وتراجعه أمام ضغط الأندية والجماهير فى مسألة تنفيذ العقوبات.
(2) عدم قدرة الأندية على السيطرة على جماهيرها.
(3) البعد الاجتماعى والذى يتمثل فى التعليم والتربية لأن الطفل فى ايطاليا يجد العنصرية أمامه فى كل شئ منذ طفولته فمن الطبيعى أن ينشأ عليها أيضاً.
بالنسبة لحلول تلك المشكلة فالاتحاد الايطالى من جهة قادر على القضاء على تلك الظاهره بتطبيقه القانون بشكل صارم وقوى مثل الاتحادات الكبرى الأخرى كالاتحاد الانجليزى الذى كان يعانى من العنصرية بين الأندية لفترة طويلة لكنه استطاع أن يقضى عليها بصورة كبيرة.
أيضاً الأندية من جهة أخرى عليها دور كبير بضرورة توعية الجماهير بعدم الاقدام على مثل تلك الأفعال حتى لا تعود بالضرر على فرقهم.
كل ذلك لن يتغير بين عشية وضٌحاها لكن الحقيقة الواضحة وضوح الشمس هى أن تلك القضية من أبرز القضايا السلبية التى تواجه عالم كرة القدم.
للتواصل TitoAhly@