أسد اليوفي
Well-Known Member
[align=center]كم تمنيت يوماً أن أكتب عن هذا الرجل الذي ملاء الأرض عدلاً
وفاض المال حتى لم يجد صاحب يستحقه من مسكين وكسير
وكل ذلك في عهده القصير الذي لايجاوز العامين
وخلال بحثي وجدت هذا الموضوع المتكامل عنه
وهو يروى بإسلوب شيق وجميل ... ما إن تقراء سطراً حتى تتبعه بالأخر من روعة سرده للموضوع
فجزى الله كاتبه خير الجزاء
.. رجل من شدة عدالته وايمانه شبه عهده بعهد الوحي و بعهد ما بعده من الخلفاء الراشدين ..
.. لقب بولد الاسلام ومعجزة الاسلام ..
.. تعدا ترتيبه الرقم 10 بخلفاء المسلمين ولكنه لقب بالخليفه الراشد الخامس بعد علي- رضي الله عنه - مباشرة ً !..
~+| ان الله لا يضيع اجر من احسن عملا
.. نهت أمها عن خلط اللبن بالماء فكان من ذريتها من اجمعت الامه على جلال قدره|+~
نهى الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه وارضاه في عهده عن غش اللبن وخلطه بالماء
الجميع يعرف هذه القصه ولكن لمن لا يعرف ..
النوم للجميع .. الا ابن الخطاب .. كان يتفقد احوال الرعيه في الليل فسمع ذلك الحوار المشهور
الام : يا ابنتي اخلطي اللبن بالماء قبل ان يطلع علينا الصباح
البنت : لكن امير المؤمنين نهى عن ذلك
الام : ومايدري امير المؤمنين بنا
البنت : ان كان امير المؤمنين لا يرانا .... فا الله يرانا
دمعت عينا الفاروق من شدة الفرحه بهذه الكلمات .. واخذ يسابق الريح الى بيته ..
~+[ نــســبــه ]+~
دخل ابن الخطاب منزله مناديا ً يا عاصم [ عاصم بن عمر بن الخطاب ] واشار عليه بالزواج وامره بالذهاب اليهم وطلب يدها
قائلا ً له : اني والله ارجو الله ان يخرج منها فارسا يقود العرب والمسلمين
استجاب عاصم لطلب ابيه وتزوج تلك الفتاة ..
فكان من ذريتهم فتاة .. أسماها [ ليلى ]
تزوجت ليلى احد خيار وكبار رجال بنو اميه وهو [ عبدالعزيز بن مروان ]
فا انجبا
عمر بن العزيز بن مروان بن الحكم بن ابي العاص بن اميه بن عبد الشمس بن عبد مناف
ٍٍٍ~+[ أشج بني أميه ]+~
قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه (وهو يحدث عن رؤية رأها في منامه) : يكون من ذريتي رجل اشج الرأس يملأ الارض عدلا
فا اصبح الناس يتحرون هذا الاشج .. في بادئ الامر توقعوا ان يكون من ابناء عبدالله بن عمر فضنوا انه بلال بن عبدالله بن عمر بن الخطاب
لوجود شامة في وجهه
حتى ولد عمر بن عبدالعزيز
لكن نسبه لا يصل الى عمر بن الخطاب كما اسلفنا
انما عمر ابن الخطاب يكون جده لامه
دخل عمر بن عبدالعزيز الى اسطبل ابيه ..
فا قدر الله ان يُرفس في وجهه ليشج وجهه
ذهب اليه ابيه عبدالعزيز بن مروان يمسح الدم عنه وجهه قائلا :
لان كنت اشج بني اميه انك اذن لسعيد
~+[ نـشـأتــه ]+~
ولد في مصر
و كانت نشأته نشأة مترفه ناعمه
فا ما كان من ابيه وهو والي مصر آنذاك الا ان يرسله الى المدينه المنوره ليتعلم عن دينه
وعاش في المدينه طالبا ً للعلم
وفي احدى المرات تاخر عن الصلاة
فقال له معلمه صالح بن كيسان : ما حبسك؟ أي ما اخرك
اجابه : كانت مرجلتي تسكن شعري
فقال: أبلغ من تسكين شعرك أن تتأخر عن الصلاة
فكتب الى ابيه في مصر يشكوه
فا بعث ابيه رسولا ً الى المدينه وقبل ان يكلمه اي كلمه حلق شعره :d
وكان عمر بن العزيز ختم القران حفظا صغيرا ً
وعرف بعلمه ووصف بمعلم العلماء
~+[ علــمه]+~
اتفقت المذاهب الاربعه على انه احد كبار أئمة العلم وشهد له جميع من عاصره بذلك
قال فيه مجاهد : أتيناه نعلمه فما برحنا حتى تعلمَّنا منه
قال ميمون بن مهران: كان عمر بن عبد العزيز معلمَّ العلماء
قال فيه الذهبي: كان إماماً فقيهاً مجتهداً، عارفاً بالسنن، كبير الشأن، حافظاً، قانتاً لله أوَّاهاً منيباً يُعد في حسن السيرة والقيام بالقسط مع جده لأمه عمر، وفي الزهد مع الحسن البصري وفي العلم مع الزهري
واستدل الحنفية بصنيعه في كثير من المسائل
ويكثر الشافعية من ذكره في كتبهم ولذلك ترجم له الإمام النووي ترجمة حافلة في تهذيب الأسماء واللغات
وأما المالكية فيكثرون من ذكره في كتبهم أكثر من غيرهم، ومالك إمام المذهب ذكر في (الموطأ) محتجاً بفتواه وقوله في مواضع عديدة في موطئه
وكذلك الحنابله
وعرف بزهده وتواضعه وخوفه الشديد من الله وخوفه على الناس واخذه للشورى في جميع امورهم
~+[ توليه لامارة المدينه]+~
في عام 86 من الهجره وفي خلافة الوليد بن عبدالملك عين الأخير عمر بن عبدالعزيز واليا على المدينه لنشأته فيها ومعرفته باهلها
وكان مثالا ً في اخذ الشورى والتواضع
فا في حال توليه الاماره جمع علماء المدينه من بينهم عروة بن الزبير والقاسم بن محمد بن ابي بكر الصديق وغيرهم الكثير ..
وقال لهم : اني وليت هذا الامر واني اريدكم ان ان تكوني بجانبي حتى لا اقطع امر الا ان تكوني عندي
وقبلوا بذلك وشكروه
ووسع في امارته المسجد النبوي حتى دخل منزل الرسول عليه الصلاة والسلام داخل المسجد
~+[ زواجــه]+~
كان عبدالملك بن مروان وهو عم عمر بن العزيز قريب الى عمر كثيرا ومن شدة حبه زوجه ابنته فاطمه بن عبدالملك
وهي من أكابر نساء العالم ان لم تكن اكبرهن على الاطلاق نسبا سياسيا قويا محترما
فهي بنت خليفه وجدها خليفه وزوجها خليفه واخوتها الاربعه خلفاء ( وليد وسليمان وهشام ويزيد ابناء عبدالملك )
وعرفت بصلاحها وايمانها الشديد
~+[ خـــلافتـه]+~
عند احتضار الخليفه سليمان بن عبدالملك نادى على احد وزارئه يقال له رجاء بن حيوه
سأله الخليفه : ماترا في هذا الامر .. أي في موتي والخلافه بعدي .. اجعلها في هشام او يزيد
اجابه الوزير : لا هذا ولا هذا .. ان كنت ناصحا للمسلمين اجعلها في عمر بن العزيز
اجاب الخليفه : اخشى ان لا يرضى اخوتي ويصبح الامر فوضى
قال الوزير : لن تحدث اجعلها في عمر واجعل ولاية العهد لاحد اخوتك ( يزيد )
فا كتب وصيته بذلك
فلما توفى الخليفه ذهب الوزير الى عمر بن عبدالعزيز قائلا له ان امير المؤمنين جعل الامر فيك من بعده
قال له عمر : ويحك ماذا فعلت بي ! انها لتركه ثقيله
قال الوزير : استعن بالله
قال : انا لله
فا قبلها وهو لا يودها
بعد الصلاة على سليمان بن عبدالملك
جاؤوا عمر بمركب الخلافه
فقال عمر : ماهذا ؟؟ لا حاجة لي فيه .. ردوه .. بغلتي أرفق بي
فركب بغلته وقالوا له الناس ينتظرونك
قال : اين ؟
قالوا :في قصر الخلافه
قال : لا حاجة لي فيه .. بيتي أرفق بي .. بل دعوا أهله فيه / أي أهل الخليفه السابق سليمان
ثم بعد ذلك صعد على المنبر وخطب بالناس
وكان من خطبته
.. اني والله ماحرصت على الخلافه يوما ما لكني ارغمت عليها ارغاما .. وانتم في حل من بيعتي ..
قال الناس
.. لا والله لا نقيلها .. بل رضينا بك ..
قال
.. ان كان الامر كذلك .. من كان له مظلمه فا ليأتنا ..
ثم دخل البيت يريد النوم من شدة التعب
فا جاءه ابنه عبدالملك وكان صالحا تقيا
قال له : الى اين يا ابتي
قال عمر : اريد ان أقيل ( اي انام الظهر ) ثم ارد مظالم الناس
قال : وهذه المظالم ماذا تفعل بها
قال عمر : انام ثم اصلي العصر وارد المظالم
قال : افعل يا ابتي .. ان ضمنت ان تعيش الى العصر
فنشطت هذه الكلمات عمر ونسي التعب والارهاق واخذ ينظر الى ابنه ثم قبله بين عينيه قائلا : الحمدلله الذي اخرج من صلبي من يعينني على ديني .. ادعوا اهل المظالم
فا استقبلهم .. وحاول ان يرد الى كل مظلوم حاجته .. واصبحت هذه عادة له
وكان طوال فترة خلافته مهموما حزين حتى استغرب الناس كيف لحاكم يملك كل شيء ان يكون بهذا الحزن
وذلك لشدة خوفه من الله
واجتمع مع زوجته فاطمه قائلا لها ان شئتي سرحتك الى اهلك وان شئتي بقيتي معي ولكن من اليوم لا شان لي بالنساء
تقول زوجته : كان عمر بن العزيز يكون معي في الفراش ويذكر شيء من امر الاخره فينتفض ثم يجلس ويبكي
فا اطرح اللحاف عليه واقول ياليت كان بيننا وبين الخلافه بعد المشرقين وبعد المغربين .. والله ماراينا خير قط منذ دخلت علينا
وتقول ايضا : دخلت عليه في مصلاه ويده على خده ويبكي قلت يا امير المؤمين احدث شي ؟
قال يافاطمه : اني تقلدت امر امة محمد صلى الله عليه وسلم .. فا تفكرت في الفقير الجائع والمريض الضائع والعاري المجهود والمظلوم المقهور
والكبيره وذي العيال .. في اقطار الارض .. فعلمت ان ربي سيسالني عنهم جميعا .. وان خصمي يومها محمد عليه الصلاة والسلام .. فخشيت على نفسي
يقول مقاتل بن حيان : صليت خلف عمر بن عبدالعزيز وقرا ( وقفوهم إنهم مسؤولون ) فا بكى ثم اخذ يرددها ويبكي .. يرددها ويبكي .. لا يستطيع ان يتجاوزها
كان منصفا حازما حتى مع اقرباءه
فا حجر على بعض اموال بني اميه واخذها وقال ان فيها بعض المظالم .. حتى كرهه بعضهم
وعرف عمر بن عبدالعزيز بتشبهه الكبير بجده عمر بن الخطاب فى زهده، وتقشفه، وإيمانه بالله، وتمسكه بكتابه، وسنة رسوله
ومن أعماله تخفيف الضرائب على عامة المسلمين
وأصدر أمره بأن يوقف تحصيل خراج الأرض من المصريين لمدة عام تعويضًا لهم عما زيد عليهم فى أعوام سبقت
وراح يرفع الأعباء عن أهل العراق وخراسان والسند التى كان الحجاج وأتباعه قد فرضوها على بعض من اعتنقوا الإسلام
وراح يشجع أهل البلاد المفتوحة على قبول الإسلام والانضواء تحت لوائه..وتحبيبه إليهم بكل الوسائل.. لقد هدأت أعصاب الناس بعهده..وراحوا جميعًا يفكرون فى الخير حتى الخوارج فى العراق والمشرق وإفريقية أقلعوا عن حركاتهم الثورية
وكان يتقدم إلى الحرس إذا خرج عليهم ألا يقوموا له ويقول لهم: لا تبتدأوني بالسلام، إنما السلام علينا لكم
ومن اعماله ايضا عزل الولاة الظالمين والعمال القساة وعين بدلاً منهم ولاة جدداً، وكان يراقب تصرفاتهم، كما قضى ديون المعسرين من بيت المال، وشملت رعايته أهل السجون، فكان ينفق عليهم ويكسوهم ويتعهد مريضهم
واما من الناحية الاقتصاديه .. اهتم الخليفة عمر بالمجال الاقتصادي والمالي، حيث وحد المكاييل والموازين في جميع أنحاء الدولة الأموية، واستصلح الأراضي للزراعة، وساعد الناس بإقراض
المزارعين وحفر الآبار لهم
فازداد دخل الدولة كما ازداد دخل الناس حتى لم يعثر على مستحق للزكاة في عهده !
~+[ وفــاتـه]+~
في سنة 101هـ توفي الخليفة الزاهد عمر بن عبد العزيز، رضي الله عنه، بعد حكم دام سنتين وخمسة أشهر، عم الرخاء والعدل والمساواة جميع أقاليم الدولة الأموية. وكان رحمه من أفضل خلفاء بني أمية
تم بحمد الله[/align]
وفاض المال حتى لم يجد صاحب يستحقه من مسكين وكسير
وكل ذلك في عهده القصير الذي لايجاوز العامين
وخلال بحثي وجدت هذا الموضوع المتكامل عنه
وهو يروى بإسلوب شيق وجميل ... ما إن تقراء سطراً حتى تتبعه بالأخر من روعة سرده للموضوع
فجزى الله كاتبه خير الجزاء
.. رجل من شدة عدالته وايمانه شبه عهده بعهد الوحي و بعهد ما بعده من الخلفاء الراشدين ..
.. لقب بولد الاسلام ومعجزة الاسلام ..
.. تعدا ترتيبه الرقم 10 بخلفاء المسلمين ولكنه لقب بالخليفه الراشد الخامس بعد علي- رضي الله عنه - مباشرة ً !..
~+| ان الله لا يضيع اجر من احسن عملا
.. نهت أمها عن خلط اللبن بالماء فكان من ذريتها من اجمعت الامه على جلال قدره|+~
نهى الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه وارضاه في عهده عن غش اللبن وخلطه بالماء
الجميع يعرف هذه القصه ولكن لمن لا يعرف ..
النوم للجميع .. الا ابن الخطاب .. كان يتفقد احوال الرعيه في الليل فسمع ذلك الحوار المشهور
الام : يا ابنتي اخلطي اللبن بالماء قبل ان يطلع علينا الصباح
البنت : لكن امير المؤمنين نهى عن ذلك
الام : ومايدري امير المؤمنين بنا
البنت : ان كان امير المؤمنين لا يرانا .... فا الله يرانا
دمعت عينا الفاروق من شدة الفرحه بهذه الكلمات .. واخذ يسابق الريح الى بيته ..
~+[ نــســبــه ]+~
دخل ابن الخطاب منزله مناديا ً يا عاصم [ عاصم بن عمر بن الخطاب ] واشار عليه بالزواج وامره بالذهاب اليهم وطلب يدها
قائلا ً له : اني والله ارجو الله ان يخرج منها فارسا يقود العرب والمسلمين
استجاب عاصم لطلب ابيه وتزوج تلك الفتاة ..
فكان من ذريتهم فتاة .. أسماها [ ليلى ]
تزوجت ليلى احد خيار وكبار رجال بنو اميه وهو [ عبدالعزيز بن مروان ]
فا انجبا
عمر بن العزيز بن مروان بن الحكم بن ابي العاص بن اميه بن عبد الشمس بن عبد مناف
ٍٍٍ~+[ أشج بني أميه ]+~
قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه (وهو يحدث عن رؤية رأها في منامه) : يكون من ذريتي رجل اشج الرأس يملأ الارض عدلا
فا اصبح الناس يتحرون هذا الاشج .. في بادئ الامر توقعوا ان يكون من ابناء عبدالله بن عمر فضنوا انه بلال بن عبدالله بن عمر بن الخطاب
لوجود شامة في وجهه
حتى ولد عمر بن عبدالعزيز
لكن نسبه لا يصل الى عمر بن الخطاب كما اسلفنا
انما عمر ابن الخطاب يكون جده لامه
دخل عمر بن عبدالعزيز الى اسطبل ابيه ..
فا قدر الله ان يُرفس في وجهه ليشج وجهه
ذهب اليه ابيه عبدالعزيز بن مروان يمسح الدم عنه وجهه قائلا :
لان كنت اشج بني اميه انك اذن لسعيد
~+[ نـشـأتــه ]+~
ولد في مصر
و كانت نشأته نشأة مترفه ناعمه
فا ما كان من ابيه وهو والي مصر آنذاك الا ان يرسله الى المدينه المنوره ليتعلم عن دينه
وعاش في المدينه طالبا ً للعلم
وفي احدى المرات تاخر عن الصلاة
فقال له معلمه صالح بن كيسان : ما حبسك؟ أي ما اخرك
اجابه : كانت مرجلتي تسكن شعري
فقال: أبلغ من تسكين شعرك أن تتأخر عن الصلاة
فكتب الى ابيه في مصر يشكوه
فا بعث ابيه رسولا ً الى المدينه وقبل ان يكلمه اي كلمه حلق شعره :d
وكان عمر بن العزيز ختم القران حفظا صغيرا ً
وعرف بعلمه ووصف بمعلم العلماء
~+[ علــمه]+~
اتفقت المذاهب الاربعه على انه احد كبار أئمة العلم وشهد له جميع من عاصره بذلك
قال فيه مجاهد : أتيناه نعلمه فما برحنا حتى تعلمَّنا منه
قال ميمون بن مهران: كان عمر بن عبد العزيز معلمَّ العلماء
قال فيه الذهبي: كان إماماً فقيهاً مجتهداً، عارفاً بالسنن، كبير الشأن، حافظاً، قانتاً لله أوَّاهاً منيباً يُعد في حسن السيرة والقيام بالقسط مع جده لأمه عمر، وفي الزهد مع الحسن البصري وفي العلم مع الزهري
واستدل الحنفية بصنيعه في كثير من المسائل
ويكثر الشافعية من ذكره في كتبهم ولذلك ترجم له الإمام النووي ترجمة حافلة في تهذيب الأسماء واللغات
وأما المالكية فيكثرون من ذكره في كتبهم أكثر من غيرهم، ومالك إمام المذهب ذكر في (الموطأ) محتجاً بفتواه وقوله في مواضع عديدة في موطئه
وكذلك الحنابله
وعرف بزهده وتواضعه وخوفه الشديد من الله وخوفه على الناس واخذه للشورى في جميع امورهم
~+[ توليه لامارة المدينه]+~
في عام 86 من الهجره وفي خلافة الوليد بن عبدالملك عين الأخير عمر بن عبدالعزيز واليا على المدينه لنشأته فيها ومعرفته باهلها
وكان مثالا ً في اخذ الشورى والتواضع
فا في حال توليه الاماره جمع علماء المدينه من بينهم عروة بن الزبير والقاسم بن محمد بن ابي بكر الصديق وغيرهم الكثير ..
وقال لهم : اني وليت هذا الامر واني اريدكم ان ان تكوني بجانبي حتى لا اقطع امر الا ان تكوني عندي
وقبلوا بذلك وشكروه
ووسع في امارته المسجد النبوي حتى دخل منزل الرسول عليه الصلاة والسلام داخل المسجد
~+[ زواجــه]+~
كان عبدالملك بن مروان وهو عم عمر بن العزيز قريب الى عمر كثيرا ومن شدة حبه زوجه ابنته فاطمه بن عبدالملك
وهي من أكابر نساء العالم ان لم تكن اكبرهن على الاطلاق نسبا سياسيا قويا محترما
فهي بنت خليفه وجدها خليفه وزوجها خليفه واخوتها الاربعه خلفاء ( وليد وسليمان وهشام ويزيد ابناء عبدالملك )
وعرفت بصلاحها وايمانها الشديد
~+[ خـــلافتـه]+~
عند احتضار الخليفه سليمان بن عبدالملك نادى على احد وزارئه يقال له رجاء بن حيوه
سأله الخليفه : ماترا في هذا الامر .. أي في موتي والخلافه بعدي .. اجعلها في هشام او يزيد
اجابه الوزير : لا هذا ولا هذا .. ان كنت ناصحا للمسلمين اجعلها في عمر بن العزيز
اجاب الخليفه : اخشى ان لا يرضى اخوتي ويصبح الامر فوضى
قال الوزير : لن تحدث اجعلها في عمر واجعل ولاية العهد لاحد اخوتك ( يزيد )
فا كتب وصيته بذلك
فلما توفى الخليفه ذهب الوزير الى عمر بن عبدالعزيز قائلا له ان امير المؤمنين جعل الامر فيك من بعده
قال له عمر : ويحك ماذا فعلت بي ! انها لتركه ثقيله
قال الوزير : استعن بالله
قال : انا لله
فا قبلها وهو لا يودها
بعد الصلاة على سليمان بن عبدالملك
جاؤوا عمر بمركب الخلافه
فقال عمر : ماهذا ؟؟ لا حاجة لي فيه .. ردوه .. بغلتي أرفق بي
فركب بغلته وقالوا له الناس ينتظرونك
قال : اين ؟
قالوا :في قصر الخلافه
قال : لا حاجة لي فيه .. بيتي أرفق بي .. بل دعوا أهله فيه / أي أهل الخليفه السابق سليمان
ثم بعد ذلك صعد على المنبر وخطب بالناس
وكان من خطبته
.. اني والله ماحرصت على الخلافه يوما ما لكني ارغمت عليها ارغاما .. وانتم في حل من بيعتي ..
قال الناس
.. لا والله لا نقيلها .. بل رضينا بك ..
قال
.. ان كان الامر كذلك .. من كان له مظلمه فا ليأتنا ..
ثم دخل البيت يريد النوم من شدة التعب
فا جاءه ابنه عبدالملك وكان صالحا تقيا
قال له : الى اين يا ابتي
قال عمر : اريد ان أقيل ( اي انام الظهر ) ثم ارد مظالم الناس
قال : وهذه المظالم ماذا تفعل بها
قال عمر : انام ثم اصلي العصر وارد المظالم
قال : افعل يا ابتي .. ان ضمنت ان تعيش الى العصر
فنشطت هذه الكلمات عمر ونسي التعب والارهاق واخذ ينظر الى ابنه ثم قبله بين عينيه قائلا : الحمدلله الذي اخرج من صلبي من يعينني على ديني .. ادعوا اهل المظالم
فا استقبلهم .. وحاول ان يرد الى كل مظلوم حاجته .. واصبحت هذه عادة له
وكان طوال فترة خلافته مهموما حزين حتى استغرب الناس كيف لحاكم يملك كل شيء ان يكون بهذا الحزن
وذلك لشدة خوفه من الله
واجتمع مع زوجته فاطمه قائلا لها ان شئتي سرحتك الى اهلك وان شئتي بقيتي معي ولكن من اليوم لا شان لي بالنساء
تقول زوجته : كان عمر بن العزيز يكون معي في الفراش ويذكر شيء من امر الاخره فينتفض ثم يجلس ويبكي
فا اطرح اللحاف عليه واقول ياليت كان بيننا وبين الخلافه بعد المشرقين وبعد المغربين .. والله ماراينا خير قط منذ دخلت علينا
وتقول ايضا : دخلت عليه في مصلاه ويده على خده ويبكي قلت يا امير المؤمين احدث شي ؟
قال يافاطمه : اني تقلدت امر امة محمد صلى الله عليه وسلم .. فا تفكرت في الفقير الجائع والمريض الضائع والعاري المجهود والمظلوم المقهور
والكبيره وذي العيال .. في اقطار الارض .. فعلمت ان ربي سيسالني عنهم جميعا .. وان خصمي يومها محمد عليه الصلاة والسلام .. فخشيت على نفسي
يقول مقاتل بن حيان : صليت خلف عمر بن عبدالعزيز وقرا ( وقفوهم إنهم مسؤولون ) فا بكى ثم اخذ يرددها ويبكي .. يرددها ويبكي .. لا يستطيع ان يتجاوزها
كان منصفا حازما حتى مع اقرباءه
فا حجر على بعض اموال بني اميه واخذها وقال ان فيها بعض المظالم .. حتى كرهه بعضهم
وعرف عمر بن عبدالعزيز بتشبهه الكبير بجده عمر بن الخطاب فى زهده، وتقشفه، وإيمانه بالله، وتمسكه بكتابه، وسنة رسوله
ومن أعماله تخفيف الضرائب على عامة المسلمين
وأصدر أمره بأن يوقف تحصيل خراج الأرض من المصريين لمدة عام تعويضًا لهم عما زيد عليهم فى أعوام سبقت
وراح يرفع الأعباء عن أهل العراق وخراسان والسند التى كان الحجاج وأتباعه قد فرضوها على بعض من اعتنقوا الإسلام
وراح يشجع أهل البلاد المفتوحة على قبول الإسلام والانضواء تحت لوائه..وتحبيبه إليهم بكل الوسائل.. لقد هدأت أعصاب الناس بعهده..وراحوا جميعًا يفكرون فى الخير حتى الخوارج فى العراق والمشرق وإفريقية أقلعوا عن حركاتهم الثورية
وكان يتقدم إلى الحرس إذا خرج عليهم ألا يقوموا له ويقول لهم: لا تبتدأوني بالسلام، إنما السلام علينا لكم
ومن اعماله ايضا عزل الولاة الظالمين والعمال القساة وعين بدلاً منهم ولاة جدداً، وكان يراقب تصرفاتهم، كما قضى ديون المعسرين من بيت المال، وشملت رعايته أهل السجون، فكان ينفق عليهم ويكسوهم ويتعهد مريضهم
واما من الناحية الاقتصاديه .. اهتم الخليفة عمر بالمجال الاقتصادي والمالي، حيث وحد المكاييل والموازين في جميع أنحاء الدولة الأموية، واستصلح الأراضي للزراعة، وساعد الناس بإقراض
المزارعين وحفر الآبار لهم
فازداد دخل الدولة كما ازداد دخل الناس حتى لم يعثر على مستحق للزكاة في عهده !
~+[ وفــاتـه]+~
في سنة 101هـ توفي الخليفة الزاهد عمر بن عبد العزيز، رضي الله عنه، بعد حكم دام سنتين وخمسة أشهر، عم الرخاء والعدل والمساواة جميع أقاليم الدولة الأموية. وكان رحمه من أفضل خلفاء بني أمية
تم بحمد الله[/align]