خفافيش أفكاري .

[alex delpiero 89]

لكل كاتب طريقة معينة في الكتابة ، ووضع معين يتوقع أن تزوره فيه أفكاره .. فهنالك من تأتيه أفكاره في المقهي وهو وسط العامة ومنهم من تأتيه الأفكار وهو منعزل تماما عن الناس ، وهذين النوعين يعتبر وضعهما طبيعي مقارنة بالذين تزورهم الأفكار وهم في المطبخ ، أو وهم في وضع معين يتم فيه إستنشاق رائحة محددة أو مشاهدة صورة معينة .
أما أنا فتزورني الأفكار ليلا وتحديدا في فراش النوم بعد إنطفاء الأنوار لذلك أنا أسميها (خفافيش افكاري) بدلا من ( بنات أفكاري) … في أوائل تلك الزيارات كنت أقوم بمحاولة حفظ هذه الأفكار للقيام بتدوينها صباحا لكنني كنت دائما ما أفشل في تذكر هذه الأفكار ، فذاكرتي _ علي مايبدو _ تعمل بمبدأ ” كلام الليل يمحوه النهار ” .

لكني لم أستسلم وقمت بتغير غرفتي لأني كنت أشك أن السرير متواطئ مع الوسادة في محاولة نحر أفكاري الإبداعية ومنعها من رؤية النور لكن بدون فائدة كذلك ، فقررت حينها أن ألجأ لطريقة أخري وهي أن أنهض من فراشي كلما راودتني هذه الأفكار التي قامت بقد رأسي من دبر لكني فشلت كذلك حينها فقط تأكدت أن هذه الأفكار ” بها حياء وليس تزور إلا في الظلام ” ولم يبق أمامي سوي محاولة أخيرة للخروج بأفكاري وهي أن أقوم بوضع ورقة وقلم بجواري وأقوم ببتسجيل هذه الأفكار علي الرغم من ظلام الغرفة ، ثم أري في الصباح أن كانت تستحق كل هذا المجهود الذي بذلته من أجلها أم لا .

تجهزت باكرا في تلك الليلة بعد أن قمت بوضع كراسة من 100 ورقة وأنا أمني نفسي بأن أستيقظ وأجد أمامي ” موسم الهجرة إلي الشمال ” أو ” الحرافيش ” أو ” الحب في زمن الكوليرا ” .. أو علي الأقل ” بنات الرياض ” والتي تتناسب مع طريقة زيارة أفكاري الليلية وعلي فراش النوم .. وفي الصباح وقبل أن أفعل شيئا ذهبت إلي الكراسة التي ستكون أول خطواتي نحو المجد والشهرة وبعد أن فتحت الغلاف والذي لم يكن يحمل أي عنوان لكنني لم أنزعج لأني سأمنحها العنوان المناسب بعد أن أقرأها وجدت مكتوبا علي الصفحة الأولي جملة في سطرين ..

” أعوذ بكلمات الله التامات من غضبه وعقابه ، وشر عباده ومن همزات الشيطان وأن يحضرون ” .. دعاء القلق والفزع في النوم ومن بلي بالوحشة .