السلام عليكم أصدقائي:- أعود أليكم اليوم بكتاباتي المتواضعة واعذروني على طول الغياب فقد انتبهت إلى قاعدة عدم جواز وجود ثلاثة مواضيع لنفس الشخص في الصفحة الأولى لمواضيع المنتدى لذلك فقد انتظرت حتى الآن.
اليوم اسمحوا لي بهذه القصة والتي سأقسمها إلى قسمين اثنين لطولها، وأرجو أن تكون فيها منفعة لكم ولي وإلا فاعذروني فأنا ابن آدب الخطاء.
أنها ليلة باردة من ليالي الشتاء الأبيض
يا له من منظر
فعلى الرغم من البرودة الشديدة التي أحس بوقعها الثقيل على روحي قبل جسدي، إلا أن بياض الثلج الجميل الذي غطى كل شيء على مدى البصر يمدني بأحاسيس مختلفة ولكن ليست متعارضة، فأولها يفسر تاليها، فالمنظر أبيض جميل يوحي بالسلام والطمأنينة لكن البرودة والوحدة والظلام يمتزجون مع هذا البياض ليشكل ضفيرة من الأحاسيس تجعلك تظن المشهد عروسا لابسة فستان زفافها الأبيض منتظرة عريسها الذي تعرف هي وكل من حولها أنه لن يأتي أبدا.
اعذروني على تخيلاتي الغريبة، فأنا لست معتادا على هذا المنظر، ولولا انتدابي إلى قوات الأمم المتحدة في هذه البقعة المطربة من البلقان لما أتيحت لي هذه الفرصة، فنحن قوة من دول مختلفة تم ابتعاثنا بعيدا عن أوطاننا لغوث الهاربين من ويلات الحرب في هذا البلد المتعدد الديانات، وطبعا كالعادة كان المسلمون الجهة المستضعفة، لذا فبوجودي هنا أنا أشارك بحماية المسلمين وأنا بذلك فخور كل الفخر، فقد تبقت لي ليلة واحدة وسوف أعود غدا إلى بلدي لأخبر أهلي وأصحابي بقصص بطولاتي الحقيقية مضافا إليها بعض البهار.
مازال الليل طويلا، وتبقى على انتهاء نوبتي لحراسة معسكر قوات الأمم المتحدة ساعات طوال من البرد والوحدة وهذا البياض الصامت، لكن لا بأس فإن غدا لناظره قريب.
ما هذا الذي يقترب من حدود المعسكر، يبدو أنه طفل !!!!!!!!
ولكن ما الذي يفعله طفل في هذا البرد في هذه الساعة وفي هذا المكان ؟
اقترب الطفل مني، وكان يبلغ بالكاد العاشرة، وأخذ يتمتم لي باللغة المحلية في صوت واهن خفيض.
تطلعت إليه بحيرة فأنا لا أفهم اللغة المحلية، فسألته باللغة الانجليزية ماذا تريد أيها الفتى؟
أجابني بعربية ركيكة وهو يشر إلي مسلم ؟ مسلم؟
ربما هي ملامحي ولوني العربي لا أدري لكني أجبته بالانجليزي: نعم.
عندها أمسك بطرف كمي وقال لي بانجليزية ركيكة: تعال، تعال، أمي ......
ثم أكمل كلامه بلغته التي لا أفقه منها شيء، لكنه أخذ يحاول جري ويشير إلى بقعة مظلمة، ولم أدري ماذا أفعل ؟ فالأوامر واضحة وهي عدم مغادرة موقع الحراسة، وفي حالة الطوارئ يجب إبلاغ الضابط المسئول، وأنا لا أعرف هل أغامر وأذهب مع الطفل حيث يريد، أم
ابلغ الضابط المسئول، أم أتجاهل الموضوع.
وفجأة ومن دون مقدمات بكى الطفل، وهو ويشير إلى صدره قائلا: مسلم، مسلم، تعال، تعال.
ولم استطع المقاومة، ربما هي دموعه أو ربما هي اللوعة والحرقة الواضحة في بكائه، أو ربما هي إصراره على كلمة مسلم وكأنه يعتقد أن كونه مسلم يشرح كل شيء، على العموم تبعته وأنا اقبض بقوة على بندقيتي، والتفت يمنة ويسرى، والطفل يتقدمني حتى وصلنا إلى المكان الذي يريد....
ويا للهول............
اليوم اسمحوا لي بهذه القصة والتي سأقسمها إلى قسمين اثنين لطولها، وأرجو أن تكون فيها منفعة لكم ولي وإلا فاعذروني فأنا ابن آدب الخطاء.
أنها ليلة باردة من ليالي الشتاء الأبيض
يا له من منظر
فعلى الرغم من البرودة الشديدة التي أحس بوقعها الثقيل على روحي قبل جسدي، إلا أن بياض الثلج الجميل الذي غطى كل شيء على مدى البصر يمدني بأحاسيس مختلفة ولكن ليست متعارضة، فأولها يفسر تاليها، فالمنظر أبيض جميل يوحي بالسلام والطمأنينة لكن البرودة والوحدة والظلام يمتزجون مع هذا البياض ليشكل ضفيرة من الأحاسيس تجعلك تظن المشهد عروسا لابسة فستان زفافها الأبيض منتظرة عريسها الذي تعرف هي وكل من حولها أنه لن يأتي أبدا.
اعذروني على تخيلاتي الغريبة، فأنا لست معتادا على هذا المنظر، ولولا انتدابي إلى قوات الأمم المتحدة في هذه البقعة المطربة من البلقان لما أتيحت لي هذه الفرصة، فنحن قوة من دول مختلفة تم ابتعاثنا بعيدا عن أوطاننا لغوث الهاربين من ويلات الحرب في هذا البلد المتعدد الديانات، وطبعا كالعادة كان المسلمون الجهة المستضعفة، لذا فبوجودي هنا أنا أشارك بحماية المسلمين وأنا بذلك فخور كل الفخر، فقد تبقت لي ليلة واحدة وسوف أعود غدا إلى بلدي لأخبر أهلي وأصحابي بقصص بطولاتي الحقيقية مضافا إليها بعض البهار.
مازال الليل طويلا، وتبقى على انتهاء نوبتي لحراسة معسكر قوات الأمم المتحدة ساعات طوال من البرد والوحدة وهذا البياض الصامت، لكن لا بأس فإن غدا لناظره قريب.
ما هذا الذي يقترب من حدود المعسكر، يبدو أنه طفل !!!!!!!!
ولكن ما الذي يفعله طفل في هذا البرد في هذه الساعة وفي هذا المكان ؟
اقترب الطفل مني، وكان يبلغ بالكاد العاشرة، وأخذ يتمتم لي باللغة المحلية في صوت واهن خفيض.
تطلعت إليه بحيرة فأنا لا أفهم اللغة المحلية، فسألته باللغة الانجليزية ماذا تريد أيها الفتى؟
أجابني بعربية ركيكة وهو يشر إلي مسلم ؟ مسلم؟
ربما هي ملامحي ولوني العربي لا أدري لكني أجبته بالانجليزي: نعم.
عندها أمسك بطرف كمي وقال لي بانجليزية ركيكة: تعال، تعال، أمي ......
ثم أكمل كلامه بلغته التي لا أفقه منها شيء، لكنه أخذ يحاول جري ويشير إلى بقعة مظلمة، ولم أدري ماذا أفعل ؟ فالأوامر واضحة وهي عدم مغادرة موقع الحراسة، وفي حالة الطوارئ يجب إبلاغ الضابط المسئول، وأنا لا أعرف هل أغامر وأذهب مع الطفل حيث يريد، أم
ابلغ الضابط المسئول، أم أتجاهل الموضوع.
وفجأة ومن دون مقدمات بكى الطفل، وهو ويشير إلى صدره قائلا: مسلم، مسلم، تعال، تعال.
ولم استطع المقاومة، ربما هي دموعه أو ربما هي اللوعة والحرقة الواضحة في بكائه، أو ربما هي إصراره على كلمة مسلم وكأنه يعتقد أن كونه مسلم يشرح كل شيء، على العموم تبعته وأنا اقبض بقوة على بندقيتي، والتفت يمنة ويسرى، والطفل يتقدمني حتى وصلنا إلى المكان الذي يريد....
ويا للهول............