عجب أمرنا نعظم الحقير ونحقر المحترم المستقيم وفي هذا السياق اقبلوا مني هذه الكلمات التي أرجو ألا يكون ضعفي وقلة حلتي اثرت في وضوح المغزى، وان حدث ذلك فاعذروني.
الجميع يترقب
الكل يشرأب بعنقه
ولكنه لم يشرق بطلعته البهية عليهم بعد.
ماذا حدث لماذا تأخر هل اعترضه أحد الحاقدين المعادين للتطور والذين يريدون أن ينفثوا بسمومهم على رمز العصر الحديث لأنه إن سقط الرمز سقطت معها آمال الناس وأحلامهم.
صبرا هل ترون الغبار المتناثر من بعيد .
لقد أتى كالعاصفة يقتلع ما يعترض دربه من جذوره.
وهاج الجمع وثارت أمواج الخلق على جانبي دربه.
في هذه الأثناء كان طفل صغير يحاول الانسلال بين الجموع الهائجة.
كأنه يريد أن يقف في الصفوف الأمامية لكي يتشرف برؤيته.
ولكن مهلا إن الطفل لم يكتفي بصف المقدمة بل اخترقه ليصل إلى درب رحلة المنتظر مروره.
لا لا بل لقد تربع الصغير في منتصف الدرب.
الجميع يصرخ فيه بأن يخرج ويغرب من هنا لا رده الله.
ولكن لم يجرأ أحد على أن يطأ درب رفيع الشأن.
واقترب المفدى من مكان جلوس الطفل الذي حافظ على هدوئه وخلع نعاله، خلع فردة واحدة ربما اليمنى أو اليسرى لا يهم.
والآن انظروا وتمعنوا في ذلك الطفل العجيب.
الطفل الذي لم يهتم لا بالمفدى ولا بغيره بل رفع يده الممسكة بنعاله وهوى بها على رفيع الشأن، ثم التفت إلى أحد الواقفين على جانب الطريق ضاحكا: لقد قتلت صرصار آخر !!!!!!!!!
التعديل الأخير بواسطة المشرف: