هِي كَلِمَات خَرَجَت مِن الْقَلْب مُبَاشَرَة بِلَا إِسْتِئْذَان ,, و بِلَا مَوْعِد مُسْبَق
لْتتّطِّفل عَلَى هَذَا الْقِسْم الَّذِي لَم أَعْهَدْه إِلَّا مَرَّة
فَعُذْرَا لِهَذَا الْتَّطَفُّل
أَرَانِي أَرَدَّد الْآَهَات ... أَرَانِي أَتَعَذَّب بِالْعَبَرَات ... أَرَانِي أَذْرِف الْدَّمَعَات
هَل هَذَا مِن آَثَار الْشَّوْق ؟؟!!
أَتُرَاه هَكَذَا مُؤْلِم ,, قَاسِي ,, مُعَذَّب ,,, آِآِآه
قَرَأْت فِي كُتُب الْعَاشِقِيْن ذَلِك,,
تَحَسَّسْت فِي أَشْعَار الْمُغَرَّمِين ذَلِك ,, و سَخَّرْت مَن قِصَص الْأَمْوَات بِسَبَب ذَلِك,,
لَكِنِّي الْآَن أَدْرَكْت الْحَقِيقَة,,
الْآَن تَجَرَّعْت مِن هَذَا الْكَأْس
الْآَن تَغَلْغَل إِلَى جَسَدِي ,, الْآَن سَرَى فِي رُوْحِي ,, الْآَن أُحْتَوَى جَسَدِي ,, الْآَن هُو يَجْرِي فِي شَرَايِّنْي,,
أَلِيْم ,, أَلِيْم هَذَا الْأَحْسَاس
الْآَن عَرَفَت لِمَاذَا تَتَقَطَّع الْقُلُوْب ,, تَتَفَتَّت الُآَفْئِدّة ,,, تَنْزِف الْأَحَاسِيْس بِلَا تَوَقُّف
و يَتَوَقَّف الْنَّبْض,,,
الْآَن عَرَفَت لِمَاذَا الْأَيَّام كَانَت تَحْسَب و الْسَّاعَات تَحْسَب و الْلَّحَظَات تَحْسَب
لَكِن الْقُلُوْب تَحْبِس...!!
الْآَن عَرَفَت أَصْعَب طُرُق الْمَوْت ,, و أَصْعَب طُرُق الْحَيَاة !!!
هُنَا عُرِفَت كَيْف تَكُوْن الُلاحَيَاة...
فَبَعْدَك أَعْتَزَلْت الْحَيَاة ,,, و أَصْبَحَت أُمَثِّل أَدْوَار الْأَحْيَاء
نَعَم ,, هَكَذَا غَدَت عِنْدِي الْلَّيَالِي و الْأَيَّام..
فَأَنَا أَعِيْش فِي الْظَّلام ,, أَتَنَفَّس الْظَّلام ,, أَعْشَق الْظَّلام
بَل أَنَا أَسَاسُا لَا أَرَى إِلَا الْظَّلام..
كَأَن لَّم تُشْرِق الْشَّمْس..
فَلَبِس الْعَالَم ثَوْب الْسَّوَاد .. و أَجْرَاس الْجَنَائِز تُدَوِّي بِلَا تَوَقُّف ...
و الْغِرْبَان تَنْسُل و تُعَشِّش ... و سُحُب الْشَّر تَبْرُق و تَرْعَد بِجَفَاف .. فَالَأَرْض جَرْدَاء قَاحِلَة
و هَكَذَا تَمَامَا غَدَى قَلْبِي .. ظَمِىء ، عُطْشَان
يَتَفَتَّت مِن الْجَفَاف ..
و هَكَذَا غَدَت رُوْحِي ,, تَائِهَة ,, وَحِيْدَة .. خَائِفَة ,, و تَتَجَمَّد مِن رِيَاح الْشِّمَال الْقَارِصَة....
هَكَذَا فَقَدْت الِدِفْء.. فَقَدْت الْحَنَان .. فَقَدْت الْحُب ... فَقَدْت إِسْم الْإِنْسَان...
نَعَم فَأَنْت عَالِم خَاص ...
. أَنْت نَقَاء خَالِص .. صَفَاء خَالِص ..
أَنْت
وَفَاء مُطْلَق .. حَنّان مُطْلَق..
أَنْت
حُب و عُشْق مُحَرَّم..
ضَحِكَك .. بِسُمْك .. هَمْسُك .. نَظَرَاتِك .. بَرَائَتِك .. رُوْحِك الْطَّيِّبَة كُل شَيْء فِيْك مُخْتَلِف....
كُل شَيْء فِيْك يَحْكِي قِصَّة .. كُل شَيْء فِيْك يُعْطِي دَرْسَا و عِبْرَة..
غِيَابَك الْآَن.. صَفْعَة...
صَفْعَة فِي وَجْه الْبَاطِل .. صَفْعَة فِي وَجْه الْصَّمْت .. صَفْعَة فِي وَجْه الْتَّخَاذُل ..
و صَفْعَة فِي وَجْه الْتَّارِيْخ,,,,
غِيَابَك الْآَن .. صَرْخَة...
صَرْخَة فِي وَجْه الْظَّالِم ,, صَرْخَة فِي وَجْه الْتَّخَاذُل ,, صَرْخَة فِي وَجْه مَن يَدَّعِي الْتَّرَافُع,,
غِيَابَك الْآَن .. صَدْمَة..
فَالأقنِعَة سَقَطَت .. و الْحَقَّائِق تَكَشَّفَت .. و الْنَّار سُعِّرَت...
غِيَابَك .. يَبْقَى حَزِيِن .. أَلِيْم .. و مُفْجِع
لَكِن هَذَا حَال الْشُّرَفَاء مَع أَبْنَاء الْطُّلَقَاء,,
يُعَذَّبُوْن لِشَرَفِهِم...
يُحَاسَبُون عَلَى صِدْقِهِم...
يُهْضَم حَقَّهُم...
لَكِن الْتَّارِيْخ يُسَجِّل أَنَّهُم ” رِجَال صَدَقُوْا مَا عَاهَدُوْا الْلَّه عَلَيْه"
و مَا كَان لِلَّه يَبْقَى و أَمَّا "الْزَّبَد فَيَذْهَب جُفَاء"
عَزَائَي الْوَحِيْد لِفِرَاقِك هُو أَنَّك بْعِيِن مَن هُو أَرْأَف و أَحَن و أَرْفَق بِك مِنِّي و مَن وَالِدَيْك
أَنَّك بِعَيْن الْلَّه
مَع إِعْتِذَارِي لَه عَلَى رَكِاكَة الْكَلِمَات و ضَعف الْحُروْف أَمَام مَا يَسْتَحِقُّه
لَكِن شَيْءٌ مِمَّا جَال فِي خَاطِرِي